ينتظر آلاف اللاجئين في اليونان أن يلتئم شملهم مع عوائلهم في ألمانيا. لكن المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين في ألمانيا رفض معظم اللاجئين في اليونان، دون توضيح أسباب الرفض. الأمر الذي أثار انتقادات.
ورفض المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين معظم طلبات لم شمل الأسر التي تعيش في اليونان. ووفقاً لرد الحكومة الألمانية على سؤال برلماني نشرته صحف مجموعة “فونكه” الألمانية الإعلامية اليوم الجمعة (31 مايو/أيار)، فقد رفض المكتب الاتحادي 472 طلب لم شمل من بين 626 طلباً قدمتهم اليونان للاجئين يرغبون باللحاق بأسرهم في ألمانيا في الفترة ما بين يناير/كانون الثاني ومايو/أيار الحالي.
ولم تذكر الحكومة الاتحادية أسباب الرفض في الرد، وهذا ما انتقدته السياسية من حزب اليسار غوكاي أكبولوت. وفي تصريح لمجموعة صحف “فونكه” الألمانية قالت أكبولوت: “سابقاً رأينا أوراقاً مطلوبة ولكنها غير ضرورية بموجب لائحة دبلن”، مشيرة إلى أن هذا الأمر “غير قانوني”، وأضافت:”أولئك العالقون في ظروف غير إنسانية في اليونان، يبقى لمّ الشمل أملهم الوحيد للخروج من البؤس الذي يعيشونه”.
وتشتكي المنظمات التي تساعد المتضررين من صعوبة لمّ الشمل، من أن ألمانيا غالباً ما تقدم رفضاً ناقصاً (دون بيان الأسباب)، فضلاً عن أنها تفرض مطالب “غير مناسبة” للم الشمل العائلي.
ووفقاً لاتفاقية دبلن للاتحاد الأوروبي، يمكن لأي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي التقدم بطلب للم شمل أي لاجئ، إذا كان لديه أقارب في دولة أخرى في الاتحاد الأوروبي. ومازال آلاف اللاجئين عالقين في الجزر اليونانية ومعظمهم من أفغانستان وسوريا والعراق.
المئات وصلوا إلى الجزر اليونانية خلال 10 أيام
ومن جانب أخر، شهدت أعداد المهاجرين الواصلين إلى اليونان عبر تركيا، ارتفاعاً ملحوظاً. فوفقاً لمعلومات من مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وخفر السواحل اليونانية، في الفترة ما بين 19 وحتى 30 (أيار/مايو) بلغ عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى الجزر اليونانية 1230 شخصاً.
وفي تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أكد ضابط خفر السواحل اليونانية أن “أعداد المهاجرين ارتفعت بشكل ملحوظ في الفترة الأخيرة”.
وبسبب الارتفاع الكبير في عدد المهاجرين الواصلين إلى اليونان مؤخراً، اكتظت مراكز تسجيل اللاجئين في النقاط الساخنة في الجزر اليونانية.
ووصل عدد المهاجرين الذين ينتظرون تسجيلهم إلى حوالي 15600 مهاجر، علماً أن المخيمات وأماكن الإقامة التي توفرها المنظمات الإنسانية لا تتسع لأكثر من 9000 شخص. ولتخفيف العبء على هذه المخيمات تقوم السلطات اليونانية في أثينا بنقل الأشخاص إلى معسكرات أخرى داخل البلاد.
ولتخفيف أعداد المهاجرين الوافدين من تركيا إلى اليونان، أبرم الاتحاد الأوروبي اتفاقا مع تركيا في آذار/مارس 2016 يتيح إمكانية إعادة المهاجرين الذين يصلون بشكل غير قانوني إلى الجزر اليونانية عبر تركيا.
جدير بالذكر أن حوالي 857 ألف مهاجر وصلوا إلى اليونان عبر تركيا عام 2015. وانخفضت أعداد المهاجرين الواصلين إلى اليونان عبر تركيا إلى حوالي 50000 شخص في العام الماضي، بينما وصل عددهم منذ بداية هذا العام إلى 13600 مهاجر، وفقاً لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.