من جديد يتصدر مشهد احتراق الأراضي الزراعية في المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق الواجهة، ليثير هذا الموضوع الكثير من التساؤلات عن المستفيد الرئيس منها.
وفي آخر الأخبار الواردة، اندلعت حرائق، الأربعاء الفائت، وصفت بأنها حرائق كبيرة في أراضٍ زراعية غرب العاصمة السورية دمشق، وأرجعت مصادر بحسب ما نقلت وسائل إعلام النظام الأسباب إلى أخطاء بشرية.
ناشطون من ريف دمشق تحدثوا لـ SY24 عن أماكن توزع الحرائق بالريف الدمشقي، إذا قالت “نور الدمشقي”: إن تلك الحرائق في الغالب مفتعلة وهي تتركز في مناطق حساسة داخل الغوطتين الشرقية والغربية بشكل متكرر وغالباً ما تحدث في منطقتين في آن واحد.
وأضافت الناشطة التي تعمل بشكل سري في ريف دمشق الغربي، أن الحرائق تركزت في الأراضي الممتدة بين حرستا ودوما، والأراضي الممتدة بين ما يعرف بحواكير الصبارة وأراضي المزة وصولا لمدينة داريا وبساتين عرطوز وجديدة عرطوز .
وتابعت بالقول: روايات الأهالي وأصحاب الأراضي الزراعية كلها تشير إلى ضلوع النظام في افتعالها والبطء في عملية الإطفاء، إلى أن تبدأ المساجد بالنداءات للأهالي بالاستجابة للمساهمة في إخمادها بعد أن يصعب السيطرة عليها، والهدف منها غالباً السيطرة على الأراضي لبيعها للمليشيات الإيرانية.
وسخرت الناشطة بالقول: دائمًا ما يرجع إعلام النظام السبب إلى “سيكارة مشتعلة” أو إلى الحرّ الشديد، إلا أن الأهالي يدحضون رواية النظام هذه ويؤكدون أنها حرائق “مفتعلة”، على حد تعبيرها.
من جهته الباحث في مركز عمران للدراسات الاستراتيجية “منير الفقير” قال: إن ما يجري من حرائق غرب دمشق أو في الجنوب الشرقي من دمشق وقبلها في حرستا وما يلحق من ذلك لتنظيم تلك المناطق، يدل على أن المستفيد الأكبر من هذه الحرائق هو إيران.
وأضاف في حديثه لـ SY24 أن كل ذلك يأتي ضمن سياق متصل لتدمير البيئة الخضراء بمحيط دمشق، وخلق سوار يحيط بدمشق يترجم نفوذ إيران في هذه المناطق، مشيرًا إلى أن إيران اليوم تحاول وضع يدها على مناطق بحرستا وجنوب دمشق من داريا للقدم وصولا للست زينب، وعلى مناطق غرب دمشق.
وشدّد على أن نية إيران تشكيل “شبه سوار” يحيط بدمشق هو موضوع خطير جدا، لافتًا إلى أن الوجود الإيراني بسوريا تجاوز الشكل العسكري إلى أشكال اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية، وأحد مظاهرها التوسع على حساب الأراضي الزراعية بحرقها أو قصفها، مستبعدًا في الوقت ذاته ألا تكون إيران وراء ذلك، بهدف مناطق التوسع والانتشار الايراني بمحيط العاصمة.
أمّا الصحفي الاقتصادي “سمير طويل” فرأى أن إيران تسعى لإفراغ منطقة جنوب دمشق من سكانها إما لإقامة تجمعات سكنية أو لإقامة مشاريع خاصة بها متل منطقة القدم والكسوة ودير علي جنوب دمشق.
وأضاف، أن إيران بصدد مشروع سكني ضخم مثل الضاحية الجنوبية في لبنان، ومن الممكن أن يكون هناك ما يسمى “ضاحية دمشق الجنوبية”.
وأكد، أن إيران تعمل على الاستيلاء على منطقة السيدة زينب وما حولها حتى منطقة العمارة ومنطقة داريا، حتى تكون قريبة من منطقة المزارات، مرجحاً أن تكون “الحرائق” مفتعلة في صدد إفراغ هذه المناطق وإعادة التغيير الديمغرافي فيها.
وليست تلك المرة الأولى التي تندلع فيها مثل تلك الحرائق، إذ نقلت صفحات إخبارية موالية للنظام اندلاع حرائق، في منتصف شهر أيار/مايو الماضي، في مناطق “المزة فيلات، والبساتين الممتدة بين دوما وحرستا، وفي منطقة صحنايا، وضاحية قدسيا، وقرب معمل عين الفيجة”، وعنونت وقتها بالقول: “حرائق بالجملة في دمشق وريفها.. والرياح تساهم بامتدادها”.