كشفت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية قبل أيام عن ﻋﺮض يحمله الوفد الأمريكي القادم إلى “أنقرة” للتباحث حول المنطقة الآمنة التي ترغب تركيا بإقامتها في الشمال السوري.
ويشمل بحسب الصحيفة قيام أمريكا وتركيا بعملية ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ لتأمين ﻣﻨﻄﻘﺔ بطول ﻧﺤﻮ “140” ﻛﻢ، ﻭﻋﻤﻖ بنحو “15” ﻛﻢ، “كما هو موضح بالخريطة المرفقة”، إضافة إلى اﻧﺴﺤﺎﺏ عناصر”قسد” ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻨﻄﻘﺔ المحددة، ﻭﺇﺯﺍﻟﺔ ﺗﺤﺼﻴﻨﺎﺗﻬﻢ ﻭﺗﺴﻴﻴﺮ ﺩﻭﺭﻳﺎﺕ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ “أمريكية – تركيا”، ﻓﻲ ﺛﻠﺚ ﺍﻷﺭﺍﺿﻲ ﺑﻴﻦ ﻧﻬﺮ ﺍﻟﻔﺮﺍﺕ ﻭﺍﻟﻌﺮﺍﻕ، ﻗﺒﻞ ﺗﻄﻬﻴﺮ ﺍﻟﺜﻠﺜﻴﻦ ﺍﻟﻤﺘﺒﻘﻴﻴﻦ ﻻﺣﻘﺎً.
غير أن الجانب التركي يُصرعلى إقامة منطقة آمنة بعمق “32” ﻛﻢ، لقطع طرق الإمداد على مليشيا “قسد”، وإقامة ﻣﻨﺎﻃﻖ ﺧﺎﺻﺔ ﻹﻋﺎﺩﺓ ﺍﻟﻼﺟﺌﻴﻦ ﺍﻟﺴﻮﺭﻳﻴﻦ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻴﺎ ﺇﻟﻰ ﻣﻨﺎﻃﻘﻬﻢ ﻓﻲ ﺳﻮﺭﻳﺎ، حسب الصحيفة.
ويأتي ذلك في وقت بدأت فيه مفاوضات تركية أمريكية اليوم الاثنين في أنقرة بشأن إقامة المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا.
وأعلنت وزارة الدفاع التركية عبر حسابها في “تويتر” عن بدء جولة مباحثات مع المسؤولين العسكريين الأمريكيين بشأن إقامة المنطقة الآمنة، وذلك كثاني لقاء من نوعه في غضون أقل من أسبوعين.
وجاء الاجتماع بعد تهديد شديد اللهجة وجّهه الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” بشن عملية عسكرية في شرق الفرات بقوله: “قمنا بعمليات في عفرين وجرابلس والباب بريف حلب، والآن سنقوم بعملية شرق نهر الفرات في سوريا، وأبلغنا روسيا والولايات المتحدة بذلك”.
وكان المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، “جيمس جيفري” قد زار أنقرة مع وفد رسمي 24 تموز/ يوليو الماضي والتقى مسؤولين أتراكاً وقدم خلال الزيارة مقترحات بتسيير دوريات مشتركة بين الطرفين في المنطقة، ما اعتبرته تركيا مماطلة، وأكد وزير خارجيتها “مولود جاويش أوغلو” حينها عدم التوصل لاتفاق مع الأمريكيين، وأن “الاقتراحات الأمريكية بخصوص المنطقة الآمنة في سوريا وعمقها وإدارتها لم تصل لمستوى طمأنتنا”.
يذكر أن الجيش التركي يواصل حشد قواته على الحدود التركية السورية، حيث أرسل خلال الفترة الماضية عشرات الأرتال العسكرية التي تتضمن مئات الجنود وعشرات الدبابات إلى الجهة المقابلة لمنطقة “تل أبيض” الخاضعة لسيطرة ميليشيات “سوريا الديمقراطية”.