تطورات متلاحقة تشهدها مناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية في محافظة دير الزور شرقي سوريا، عنوانها الأبرز هجمات من طائرات حربية سعودية ضد تمركزات تلك الميليشيات في مدينة “البوكمال”.
وذكرت مصادر تغطي أخبار المنطقة الشرقية لـ SY24، إن “مقاتلات حربية سعودية استهدفت، الثلاثاء الماضي، معاقل ميليشيات إيرانية في مدينة البوكمال أدت لتكبيدها خسائر بشرية ومادية”.
والأربعاء، طال استهداف مماثل مواقع تلك الميليشيات وخاصة ميليشيا فيلق القدس، من طيران حربي قالت مصادر محلية لـ SY24، إنه “طيران حربي سعودي طال القاعدة الإيرانية والمنطقة الصناعية، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى إيرانيين”.
وأكد مصدر ميداني مطلع، أن “ما يزيد من احتمالية وقوف السعودية خلف هذا الموضوع، هو أن التحالف الدولي ضد داعش لم يتبن العملية ولا حتى أي جهة أخرى كإسرائيل على سبيل المثال”.
بدورها نقلت صحيفة “اندبندنت عربية” السعودية، عن مصدر غربي قوله، إن “مقاتلات سعودية شاركت في استهداف مواقع لميليشيات إيرانية في منطقة البوكمال السورية، ما أدى لسقوط عدد من القتلى والجرحى وتدمير مستودعات أسلحة ومنصات إطلاق صواريخ ومسيرات”.
وأثار هذا التحرك السعودي حفيظة عدد من المراقبين الذين أشاروا إلى أن هذا التحرك، يأتي عقب استهداف ميليشيات تدعمها إيران منشآت نفطية تتبع للشركة النفطية السعودية الأضخم “أرامكو” قبل أيام شرقي السعودية.
من جهته قال الباحث في الشأن الإيراني الدكتور “إياد المجالي” لـ SY24 “كنت قد حللت موقف السعودية ومآلات الدور والمسؤولية التي ارتبطت بإدانة إيران في الهجمات التي نفذت تجاه منشآت نفطية في شرقي السعودية”.
وأضاف أنه “بعد إعلان قوات أنصار الله عن مسؤوليتهم عنه، بادرت السعودية لاتهام إيران بشكل مباشر باعتبارهم أحد أهم وكلائها و أذرعها في المنطقة، لذلك استخدمت السعودية استراتيجية المواجهة عبر الوكلاء، فحركت طيرانها لتنفيذ هجمات جوية مباشرة اليوم ضد منشآت ومواقع عسكرية لقوات الحرس الثوري الإيراني في سوريا”.
ورأى “المجالي” أن “هذا التطور على المسرح السياسي من أهم المسارات التي انعكست من إصرار السعودية تأكيد اتهام ايران بهجمات المنشآت النفطية لشركة أرامكو، مما يؤكد أن مسؤوليتهم تحتم اتخاذ ما من شأنه حماية المواقع الاستراتيجية السعودية، وتعزيز قدراتها الدفاعية بالمزيد من التسليح، إضافة إلى ترجمة الدعم الأمريكي المعلن إلى خطوات تنفيذية تحقق التحالف الاستراتيجي القائم بينهما”.
وأضاف أن “إثبات هذه الإدانة واتخاذ ردود فعل بتنفيذ عمليات عسكرية في أكثر من اتجاه ضد أذرع إيران، يرافقه نشاط دبلوماسي في نقل الملف إلى مجلس الأمن باعتبار أن السعودية عضو يسعى لإثبات أن إيران تهدد الأمن والسلم الدوليين بهذه الهجمات”.
وفي ذات السياق يرى مراقبون أن التمركزات الإيرانية في محافظة دير الزور ستكون على صفيح ساخن، كونها ستكون بنك أهداف محقق للمقاتلات الجوية السعودية، مؤكدين أن الأيام القادمة ستكون مليئة بالمفاجآت بهذا الخصوص.
ويؤكد كلام المراقبين، الاستهداف الأول لتمركزات تلك الميليشيات في البوكمال، والذي أعقبه في اليوم التالي استهدافات أخرى وسط تكتم إيراي ملحوظ على هذه الاستهدافات.
كما يؤكد هذا الكلام ما ذهب إليه وزير الدولة للشؤون الخارجية وعضو مجلس الوزراء السعودي “عادل الجبير” في تصريحات له، الخميس، إذ قال ” التهاون مع إيران سيشجعها لارتكاب المزيد من الأعمال التخريبية والعدائية، وسيكون لذلك آثار تمتد على الأمن والسلم الدوليين وليس فقط على المنطقة”.
وتتزامن تلك الضربات الموجعة لإيران من الطيران الحربي السعودي، مع حراك شعبي على الأرض في عدد من القرى والبلدات شرقي دير الزور يطالب بطرد الميليشيات الإيرانية ونظام الأسد من المنطقة.
إذ حمل المتظاهرون لافتات ورددوا هتافات مطالبة بطرد إيران من مناطقهم، الأمر الذي رأى فيه مراقبون أن تلك المنطقة ستكون أمام نقطة تحول مهمة ضد تواجد إيران فيها، والتي تحاول التغلغل ومد نفوذها أمنيا وعسكريا واقتصاديا وثقافيا وتعليميا.