ناقش وزيرا الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، والألماني، هايكو ماس، اتفاق وقف إطلاق النار في مناطق شمال شرقي سوريا، وفكرة إنشاء “المنطقة الآمنة”.
وجدد وزير الخارجية الألماني خلال مؤتمر صحفي مشترك عُقد يوم أمس 26 تشرين الأول في العاصمة التركية أنقرة دعوته لوقف دائم لإطلاق النار في شمال شرق سوريا.
وقال فيما يتعلق باتفاق سوتشي، “من المهم بالنسبة لنا ضمان الحفاظ على وقف إطلاق النار هناك وإطالة أمده”، محذراً في الوقت نفسه من استمرار الوجود العسكري في تلك المناطق”.
وأشار الوزير الألماني “ماس” إلى أن أولويات بلاده تتمثل بتطبيق دائم لوقف إطلاق النار في المنطقة، والالتزام بالقوانين الدولية عند التعامل مع اللاجئين، منتقداً ما تخطط له تركيا بإعادة ملايين اللاجئين السوريين إلى المنطقة الآمنة المزمع إنشاؤها”.
من جانبه رفض وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، أي إشراف أممي على “المنطقة الآمنة”.
وقال في رد على الخطة الألمانية التي اقترحتها وزيرة الدفاع، أنيغريت كرامب ـ كارنباور، لإقامة “منطقة آمنة” تدعمها الأمم المتحدة في شمال شرقي سوريا، “لا نجد أن هذا الاقتراح واقعيا”.
وأضاف جاويش أوغلو: “سيكون ذلك مفيدًا أكثر، إذا تمكنا من التركيز على القضايا الإنسانية”.
وحول الاتهامات الموجهة لتركيا بارتكاب انتهاكات و”جرائم حرب” خلال عمليتها العسكرية “نبع السلام”، أكد جاويش أوغلو أن بلاده لن تتهاون مع أي انتهاكات لحقوق الإنسان في شمال شرقي سوريا.
وأَضاف، “سنحقق في كل، وحتى في أصغر، انتهاك وشكوى، لن نتهاون حتى مع أقل انتهاك من انتهاكات حقوق الإنسان”.
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية، أنيغريت كرامب ـ كارنباور، قد اقترحت، في 21 من تشرين الأول الحالي، إقامة “منطقة أمنية” شمالي سوريا، تخضع لسيطرة دولية بمشاركة تركيا وروسيا.
وأضافت، في مقابلة مع محطة “دويتشه فيله” التلفزيونية، أن الخطوة ستسهم في استقرار المنطقة، حتى يتمكن المدنيون من إعادة البناء، ويتمكن اللاجئون من العودة طوعًا.
وأشارت كرامب ـ كارنباور إلى أنها على اتصال وثيق بالمستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، فيما يتعلق بفكرة إنشاء “منطقة أمنية” في شمالي سوريا، وأنها أبلغت أهم حلفاء ألمانيا بالاقتراح.
وقد لاقى المقترح ردود فعل متباينة، وحظي بدعم الولايات المتحدة، في الأيام الماضية، لكن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، أشار إلى أنها قد تتطلب مشاركة الأمم المتحدة.
ورفضت روسيا المقترح، وهي التي تمكنت عبر اتفاق “سوتشي” بشأن مناطق شمالي سوريا أن تضع قدمًا لها شرق الفرات (في مناطق النفوذ الأمريكي سابقًا)، واعتبرت أن “المنطقة الأمنية” لا جدوى من إقامتها.
وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، الأربعاء 23 من تشرين الأول الحالي، إن موسكو لا ترى جدوى من إقامة “منطقة أمنية”، تحت إشراف دولي شمال شرقي سوريا.
وأضاف، لوكالة “ريا نوفوستي” الروسية، “من وجهة نظرنا، ما حدث في سوتشي يعتبر حلًا للمشكلة”.