أثار طلب محافظة دمشق من زوجة العميد الطيار “محمد حسين جمعة” الذي لقي مصرعه في الزبداني، بإخلاء المنزل الذي تقطنه غضب شريحة من الموالين للنظام من بينهم عضو مجلس الشعب “جانسيت عدنان قازان” التي ترأس ما يسمى “لجنة الشهداء وضحايا الحرب”.
”جانسيت قازان” التي فقدت ابنها “أنزور أباظة” في العام 2012 وهو يقاتل إلى جانب قوات النظام، كتبت على صفحتها منشورا، ذيلته بعبارة “برسم رئيس الجمهورية” قالت فيه إنها حاولت التواصل مع محافظ دمشق، بشأن “ساميا محيي الدين جمعة” زوجة العميد وأولادها، ولكنها لم تحصل على رد فلجأت إلى “فيسبوك”.
كتبت “قازان” أن محافظة دمشق طلبت من “ساميا جمعة” أن تخلي البيت الذي تقيم فيه منذ أربع سنين، وهو في منطقة “برزة” كما تشير الثبوتيات، متسائلة إلى أين ستذهب هي وأولادها وهم في منتصف العام الدراسي.
واستغربت “جانسيت قازان” توقيت طلب المحافظة بالإخلاء (في الشتاء) علما أن العقد ينتهي نهاية العام الجاري، أي بعد نحو شهرين، داعية المحافظة إلى التعامل بـ”روح القانون”.
وختمت منشورها بالتغزل بقتلى النظام ومن بينهم العميد “محمد حسين جمعة” الذي ساهم في تدمير مدينة “الزبداني” بريف دمشق وغيرها من بلدات “وادي بردى”، وتهجير أهلها.
”جانسيت قازان” التي يبدو أن النظام كافأها بعضوية “مجلس الشعب” عن خدمات زوجها “وليد أباظة” الذي توفي في العام 2017، وكان واحدا من أهم ضباط المخابرات في زمن نظام الأسدين (حافظ وبشار)، وشارك في مذابح الثمانينات، وأتبعها بالمشاركة في مذابح السنوات الأخيرة على مدى السنوات الست الماضية عقب اندلاع الثورة السورية.
وشغل “أباظة” (68 عاما) مناصب عديدة قدم خلالها خدمات لنظام الأسد على مدى عقود، أهمها عندما كان رئيسا لفرع الأمن السياسي في حماة منذ 1978 مع بدايات أحداث المحافظة التي ثارت على الأسد حتى بداية التسعينيات، قبل أن ينتقل إلى دمشق كـ”نائب مدير إدارة الأمن السياسي”.
يعرف عن وليد أباظة أنه كان شاهدا على قتل أو “انتحار” غازي كنعان وزير الداخلية الأسبق وأحد أعمدة نظام الأسد في سوريا ولبنان، في 12/10/2005.
وروج “أباظة” لرواية النظام حول مقتل “كنعان” إذ قال لوكالة “فرانس برس” حينها إن “كنعان غادر الوزارة لمدة ثلث ساعة إلى منزله، ثم عاد ودخل مكتبه وبعد عدة دقائق سمع صوت طلق ناري، وكانت الطلقة من مسدس في فمه”.
واصل “أباظة” خدمته نظام الأسد رغم إحالته إلى التقاعد، فترأس ميليشيا “الدفاع الوطني” وكان له دور في قتل السوريين في كل من حماة والقنيطرة لاحقا، حيث تسلم منصب أمين فرع حزب البعث الحاكم، في المحافظة.
وخلف “وليد أباظة” في “أمانة الفرع” ابنه خالد، حيث شعر النظام بدنو أجل الأب، فيما جعل لزوجته كرسيا في مجلس الشعب.
وتنحدر “جانسيت قازان” وزوجها “أباظة” وهما من الشركس، من محافظة القنيطرة.