سخر موالون لنظام الأسد من الزيارة التي أجراها وزير الأوقاف في حكومة النظام عبد الستار السيد، إلى الأحياء الموالية داخل مدينة حمص.
ونشرت صحيفة “الوطن” الموالية للأسد، الخميس، أنه وبتوجيهات من رأس النظام بشار الأسد زار وزير الأوقاف حي الزهراء الموالي وحي المهاجرين للاطلاع على احتياجات السكان هناك.
وأضافت الصحيفة أن وزير الأوقاف أكد خلال الزيارة أنه سيتم إنشاء مدرسة لمن أسماهم أبناء وبنات الشهداء، وتوسيع ما أسماها أيضا مقبرة الشهداء وإنشاء عقار مخصص لها، بالإضافة لاستكمال بناء أحد المساجد في حي المهاجرين الموالي، وأن كل ذلك سيكون على نفقة الوزارة.
وتعتبر تلك الأحياء التي زارها وزير الأوقاف بأوامر من بشار الأسد، من أشد الأحياء ولاء وموالاة لنظام الأسد منذ اندلاع الثورة السورية وما قبلها، وكل قاطنيها هم من الطائفة العلوية التي ينحدر منها الأسد.
وطالب موالون من سكان الحي بعدم السماح لوزارة الأوقاف تنفيذ أي مشاريع في أحيائهم، معتبرين أنهم ليسوا بحاجة مقبرة أو مسجد أو روضة للأطفال، وأن همهم الوحيد تأمين الماء والكهرباء والغاز والمازوت، حسب تعليقاتهم على ما نشرته صحيفة “الوطن” على حسابها في فيس بوك.
وسخر أحدهم من وزير الأوقاف بالقول: “الله يخليلنا ياك يا معالي الوزير انت بتفكر بآخرتنا ونحن مثل المهابيل منضل نفكر بدنيتنا وبطوننا الجوعانة وأجسامنا البردانة”، وفقاً له.
وقال آخر “بتوجيهات من الرئيس الأسد الحمد لله صار عنا مكان نندفن فيه ومكان يتقبلوا العزاء فينا، أوفر ما يفكروا يأمنوا مساكن للشباب”، فيما علّق آخر بالقول “الفكر السديد في الوقت العنيد، العالم يمشي للأمام ونحنا نرجع لعصر هارون الرشيد”.
وأضاف آخر ” أهم شيء بناء وترميم المساجد، والكهرباء والغاز والمازوت والبرد والجوع وارتفاع الاسعار وأبناء الشهداء والعساكر اللي دافعوا عن البلد والفقير يلي تحمل كل تداعيات الأزمة والحرب هدول يموتوا معليش؟ ولك آخ و100 آخ منك يا وطني”.
وتساءل آخر ” أليس من الأولى بناء المشافي؟”، ليرد عليه أحد الموالين للأسد بالقول “مشافي يعني ممكن يعيش المريض أو المصاب وهذا الشي ما بدهم إياه، بدهم يأمنوا مكان لدفن الشباب، ووين فيه شب ياخذوه على الحرب ويرجعوه محمول ويقبروه، هم ضد الحياة”.
وتتزامن تلك الزيارة الفريدة من نوعها خاصة وأنها تأتي من وزارة الأوقاف التي لا علاقة لها بتلبية مطالب سكان الأحياء الموالية والمتمثلة بالغاز والكهرباء والمازوت وغيرها، تتزامن مع الانهيار المتسارع لليرة السورية مقابل الدولار وغيره من العملات الصعبة، إذ وصل مؤخرا سعر الدولار الواحد قبل شهر تقريبا إلى حدود 950 ليرة سورية، ورغم انخفاضه قليلا إلا أن الليرة ما تزال تشهد نزيفا حاد وحالة من عدم الاستقرار، الأمر الذي انعكس بشكل سلبي على أحوال الناس وخاصة في مناطق سيطرة نظام الأسد.
وتعليقا على ذلك قال الحقوقي وابن محافظة حمص “مصطفى الرجب” لـ ” SY24 ” ، إن “الأمر ببساطة ناتج عن الضائقة المالية للنظام، والأمر أن الأوقاف مسؤولة عن بناء المساجد وترميمه، فمن أجل الضائقة المالية تم جمع أموال من مناطق السنة لصالح الأوقاف، لكن لبناء وترميم بعض المشاريع المدنية في الأحياء التي يقطنها الأغلبية العلوية”.
وأضاف “الرجب” أن “اللجان المسؤولة عن جمع المال أيام الجمعة لصالح الأوقاف في مناطق السنة، يتم ضخها في مشاريع خدمية في المناطق العلوية، لأنه بعد تدهور النظام الاقتصادي للنظام كثر الحديث ضمن الطائفة العلوية عن بشار الأسد، لذلك ومن أجل إسكات هذه الأصوات يتم استغلال الأمر”.
من جهته رأى الناشط الحقوقي في المنظمة العربية لحقوق الإنسان ” عبد العزيز الدالاتي”، أنه ” بتاريخ 18 ديسمبر الجاري، زار وزير أوقاف نظام الأسد عبد الستار السيد الأحياء الموالية في مدينة حمص وأصدر قرارا بتخصيص عقار ليكون مقبرة لقتلى نظام الأسد من هذه الأحياء وهي أحياء الزهراء، و العباسية، والسبيل، والأرمن”.
وأضاف “الدالاتي” لـ ” SY24 ” أنه “لا يمكن فهم هذه الزيارات والقرارات المخصصة فقط للأحياء الموالية إلا محاولة من النظام السوري إيهام أهالي هذه الأحياء بأنه يهتم بهذه الأحياء كنوع من رد الجميل لهذه الأحياء التي كانت منبعا للشبيحة والمرتزقة المقاتلين في صفوف جيش النظام وميليشياته”.
يضاف إلى ذلك أيضا، حسب “الدالاتي”، إنشاء ما يسمى دار الأمان لرعاية أبناء القتلى في صفوف ميلشيات النظام السوري، وكل ذلك يعتبر محاولة من النظام السوري لإعادة كسب الحاضنة الموالية بعد سلسلة من الانتقادات وحالة الغضب التي سادت الشارع الموالي، ولاسيما بعد التضخم الكبير في الأسعار الناتج عن هبوط الليرة السورية غير المسبوق، إضافة إلى التقنين الحاد في ساعات الكهرباء، فسارع النظام عبر وزارة الأوقاف إلى إيهام الموالين أن هذا النظام قادر على تلبية احتياجات الأحياء الموالية.
وتابع “الدالاتي” قائلا، إنه “من جانب آخر تعتبر هذه الخطوة دليلاً واضحاً أن النظام اذا أراد أن يقرر أي مشروع يخدم السوريين فأنه يكون موجه من أجل خدمة الموالين له وخدمة أبناء القتلى الذي يموتون في سبيل بقاء الأسد على سدة الحكم في سوريا، وأن باقي فئات الشعب السوري لا تستحق أي خدمة من هذا النظام”.
يشار إلى أنه وعقب زيارة وزير الأوقاف التابع للنظام للأحياء الموالية للأسد في حمص، توجه بعدها إلى مدينة طرطوس والتي يتواجد فيها حاضنة كبيرة موالية لرأس النظام بشار الأسد، ليطلق وزير الأوقاف من هناك حملة تحت عنوان ” الدين أخلاق.. زكاتُك خَفضُ أسعارك”، الأمر الذي لاقى ردودا متباينة من موالين بين ساخر ومؤيد ومعارض لتلك الحملة.