حذرت مصادر متعددة من تسليم رأس النظام بشار الأسد، مهمة تعديل المناهج الدراسية السورية إضافة لطباعتها في إيران، يضاف إلى ذلك مساهمات أخرى كثيرة تضع قطاع التعليم في سورية في عهدة إيران، معتبرة أن نتائج هذا الأمر على سورية سيكون “كارثيا” بكل معنى الكلمة.
وقال السفير السوري السابق في السويد والمعارض لنظام الأسد، الدكتور بسام العمادي، لـ SY24، إنه “إذا تم لإيران فعلا السيطرة على التعليم في سورية كما سيطرت على قطاعات أخرى، فسيصبح أبناء سورية في ظرف سنوات قليلة أسلحة في يد الإيرانيين لنشر خرافاتهم وتوسيع امبراطوريتهم البائدة، ولن يكون من الممكن تغيير ما تم زرعه في عقول أبنائنا السوريين، فالتعليم في الصغر كالنقش في الحجر”.
وفي الـ 23 كانون الثاني/يناير الماضي، وقعت حكومة نظام الأسد ما اسمتها اتفاقية “تعاون تربوي” مع إيران (ممثلة بوزير التربية والتعليم الإيراني محسن حاجي ميرزائي والوفد المرافق له) ، وتشمل “تأهيل المدارس على يد طهران وأيضا التعاون في مجال طباعة الكتب، وضبط الامتحانات، ودعم التعليم المهني والتقني، إلى جانب محاور عدة، مؤكداً حرص الجانبين على تحويل بنود المذكرة فور توقيعها إلى واقع تنفيذي، وتبادل الوفود التربوية بين البلدين”، حسب وسائل إعلام نظام الأسد.
وحول ذلك قال عالم الرياضيات السوري والملقب بـ “خوارزمي العصر”، الدكتور جمال أبو الورد، لـ SY24، إنه “بعد قيام النظام المجرم بتسليم مقدرات سورية إلى كل من روسيا وحليفتها إيران كي يحمي نظامه المتهالك، بدأت قوى الإحتلال بتدمير البنى التحتية للبلاد من خلال استهداف المرافق العامة وضرب التجمعات السكنية، وتم التركيز الممنهح على تدمير المدارس والجامعات والمؤسسات العلمية، حيث خرجت مئات المدارس من الخدمة بالإضافة إلى مئات الشهداء من التلاميذ والطلاب والمعلمين ومازالت الجرائم تتوالى وقوافل الشهداء تزداد على مذبح الحرية”.
وأضاف أبو الورد أنه “لا يخفى على أحد أن الإحتلال الإيراني يحمل مشروعا فارسيا يسعى لنشر التشيع من جهة وطمس الهوية العربية من جهة ثانية، لذلك يسعى للتوغل في كل مفاصل الدولة مستغلا التسهيلات والامتيازات التي منحت له وبالأحرى أصبحت إيران هي المتحكم الفعلي في مناطق نفوذ النظام”.
وتابع قائلاً: إنه “بعد العمل على تدمير البنية التحتية للتعليم في المناطق المحررة لجأت إلى تدمير فكر الجيل في مناطق سيطرة النظام وتلويثه بالفكر الأسود والمتمثل بنشر سفاهة الولي الفقيه، الذي يحمل الحقد على الأمة الإسلامية والعربية وتربية جيل منزوع القيم الأصيلة والأخلاقية التي توارثها عن مسيرة الأجداد عبر التاريخ، ويكون مجرد اداة يخدم المشروع الفارسي المذهبي الطائفي الذي لم يجلب للمنطقة سوى الحروب والتخلف وتدمير البلاد، التي وطئتها أيادي ذلك الاخطبوط”.
ولذلك بدأ الاحتلال الإيراني، حسب أبو الورد، بإبرام الاتفاقيات العلمية مع النظام المجرم والتي تهدف إلى تدمير الإنسان حيث كان المدخل من أخطر مكان يؤثر على فكر الجيل وثقافته، وحقنه بأفكار تشوه تاريخه وتجعل حاضره ومستقبله في قبضة هذا المشروع النتن ألا وهو مدخل التربية والتعليم، ورأينا قبل سنتين المرسوم غير الشرعي والذي صدر عن رأس النظام المجرم بافتتاح جامعات إيرانية تنشر التشيع المذهبي والطائفي في سورية.
وقبل أيام واستمرارا لهذا النهج تم إبرام اتفاقية هي الأخطر من نوعها في تاريخ سورية، ولكي ندرك خطورة هذه الخطوة يكفينا معرفة ذلك الفكر الأسود عندما قاموا بتحطيم قبر الصحابي الجليل خالد بن الوليد في مدينة حمص، وحرق ضريح الخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز في قرية دير شرقي التابعة لمدينة معرة النعمان، والعديد من الخطوات التي تساهم في تنمية ذلك المد الشيعي الفارسي الحاقد، لذلك يتوحب علينا أن نقف في وجه ذلك المشروع من خلال نشر الوعي عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الإجتماعي، حتى لايقع أبناؤنا فريسة لذلك الفكر المظلم ويجب رفض تلك الخطوات المطلق، لأن دمشق ليست (قم)، وسورية مهد الحضارة والتي أوجدت أول أبجدية في التاريخ ليست بحاجة إلى هذا الفكر الذي يدس السم في جسد الامة”.
وختم أبو الورد بالقول، إن “الشعب السوري لم ولن يكون في يوم من الأيام مطية لأعداء الأمة، ولن يتخلى عن دوره التاريخي والعلمي في رفد الحضارة الإنسانية وإثراء التراث العالمي بشتى أنواع العلوم والمعارف، ورغم أنهم دمروا المدارس ولكن التعليم لم يتوقف سواء في الكهوف أوفي العراء نتابع تعليمنا، فنحن شعب لايكسر فيه شيئين الكرامة والقلم”.
وذكرت وسائل إعلام النظام أن إيران ستتكفل بترميم مايقارب 250 مدرسة خرجت عن الخدمة بكلفة تتجاوز 12 مليار ليرة سورية، في حين أكد وزير التعليم الإيراني على المساهمة في التدريب والتأهيل في العمليات الامتحانية، والآليات المتطورة المتبعة فيها، إضافة لتطوير المناهج التعليمية على حد زعمه.
وحول ذلك قال المعلم السوري والمهتم بشؤون التعليم والمعلمين في تركيا ، أحمد نبهان، لـ SY24، إنه “لم يعد يخفى على أحد مدى خطورة التمدد الشيعي الإيراني داخل الدول العربية والذي سينعكس سلباً على أمن واستقرار البلاد، ناهيك عن نشر العقيدة الشيعية الفاسدة والضالة ونشر التشيع تحت عباءة آل البيت الذين هم براء من هذا المذهب كبراءة الذئب من دم يوسف”.
وأضاف نبهان أن “الأمر الأخطر هو تسليم مهمة التعليم في سوريا من قبل نظام الأسد – الذي فقد شرعيته منذ أول صيحة “الله أكبر” ولم يعد له سُلطة على أدنى شؤون البلاد – لإيران، الأمر الذي سيفسد الأجيال القادمة ويجعل الجهل يعشعش في عقولهم ويُخل بمعتقداتهم الدينية الحنيفية السليمة، ويجعلهم يميلون للخرافات الشيعية الفارسية التي قد تصل للشرك والكفر وتقديم عبادة المخلوق على الخالق و تأليه الأشخاص، وستنطبق على الأجيال القادمة الآية القرآنية الكريمة:
{ إِنَّا وَجَدۡنَآ ءَابَآءَنَا عَلَىٰٓ أُمَّةٖ وَإِنَّا عَلَىٰٓ ءَاثَٰرِهِم مُّقۡتَدُونَ }”.
وأشار نبهان إلى أن “الأمر الأشد خطورةً من ذلك هو اندثار اللغة العربية الأم لغة القرآن الكريم، وتعويم اللغة الفارسية وهذا هو الغزو الثقافي بعينه، بالإضافة إلى نشر السواد والتطرف والإرهاب مغلفين بالعِلم والدِّين وهذا ما أثبتته سنوات الربيع العربي ابتداءً من بغداد وحتى بيروت فصنعاء وانتهاءً بدمشق، وإن بقي الأمر كذلك ستدور الدوائر على البقية الصامتة”.
أضف إلى ذلك، حسب نبهان، نشر مذهب (التُقْيَة) وهو مذهب الكذب والنفاق حتى على الله وعلى رسله وعلى ملائكته وعلى كتبه السماوية، ويعتبر هذا الأسلوب من أخطر الأساليب التي تتبعها إيران في سياساتها الداخلية والخارجية وفي حروبها ضد أهل السُنَّة والجماعة في العالم بأسره.
وختم نبهان بالقول إنه “لذلك لابد من انتفاضة طلابية لرفض الغزو الإيراني الفارسي الصفوي الشيعي الثقافي والعقائدي بكل المحافظات السورية، وتقديم عريضة لمنظمة الأمم المتحدة لرفض هذا العدوان والاحتلال ودحره بكل أطيافه ومكوناته ،من أجل الحفاظ على هوية الأرض والانتماء للدين والوطن والعقيدة الإسلامية السليمة والصحيحة،لأن الحرب اليوم مع إيران هي حرب وجود لا حرب حدود”.
ومنذ عدة أشهر تحاول إيران أن تسبق الزمن من خلال توقيع العقود التي تمكنها من الاستحواذ على قطاع الاقتصاد والتجارة والمصارف والخدمات، وأيضا وضع يدها على القطاع العام وجعله يتبع لها وتحت إمرتها، واليوم تضع يدها على التعليم في سوريا استكمالا لمخططها الهادف للتغيير الديمغرافي والتغلغل بشكل أكبر وأكبر، في حين يحذر مراقبون من أن تلك المخططات لن تقف عند هذا الحد.