ما إن دخل فصل الشتاء، وانخفضت درجات الحرارة، بدأت تعاني معظم الأسر في محافظة الحسكة، من ارتفاعٍ ملحوظٍ في أسعار الخضار والفواكه، الأمر الذي أضاف أعباءً جديدةً على عاتقِ المواطنين، وخاصةً ذوي الدخل المحدود.
أصحاب محلات الخضار، وبائعو الجملة وبائعو التجزئة، يذكرون أن البضاعة الموجودة الآن في الأسواق مستوردة من مصر والاردن، كالبندورة والخيار والكوسا والباذنجان، وعزوا الغلاء الملحوظ على المواد الغذائية، لغياب المنتج المحلي.
السيدة “أم أحمد” قالت في حديثها لـ SY24: “كنّا نشتري كيلو البندورة في الصيف بمبلغ 50 ليرة سوية، أما اليوم فقد وصل سعر الكيلو إلى 300 ليرة سورية، وكيلو الكوسا بـ 250 ليرة في الصيف، أما الآن فنشتري الكيلو الواحد بـ 1000 ليرة، هذا إن وجد أصلاً في الأسواق.
بدوره السيد “برهان عليوي” قال: “نعاني من مشكلة كبيرة تواجه أهالي المحافظة، فبالرغم من ظروفنا المعيشية التي لا نحسد عليها، والفقر الذي يلازمنا كمواطنين محدودي الدخل، تساهم السلطات المسيطرة على المحافظة، في تفاقم الوضع المعيشي أكثر فأكثر، والخاسر الأول هو نحنُ المواطنين”.
وتابع عليوي: “ليس من المعقول أن اشتري كيلو الموز ب 600 ليرة سورية، وتعداد الكيلو يكون أربع او خمس حبات فقط، حتى أنها لا تكفي لأفراد عائلتي، لذا اكتفينا بالنظر إليه في واجهات المحلات، وبسطات الفواكه”.
من جهته قال تاجر الفاكهة “إدريس” في حديثه لـ SY24 إن: “البضاعة تصلنا من مصر والأردن، مروراً بعدةِ دولٍ وأسواق، وذلك بسبب غياب المنتج المحلي في هذه الفترة من كل عام، وفي ظلّ تكاليف النقل الباهظة فلا تصل إلينا، إلا وقد أصبحت أسعارها باهظة الثمن، الأمر الذي يجبرنا كتجار، لتحميل نفقات النقل على عاتق المشترين من تجار التجزئة والمستهلكين العاديين”.
هذا والتقى موقع SY24 بأحد المهندسين المتحدثين باسم اللجنة الزراعية والثروة الحيوانية في المحافظة، وأكد قائلاً: إن “المساحات التي تزرع في الأنفاق والبيوت البلاستيكية محدودة، بالإضافة لتكاليفها المرتفعة جداً، وأغلب التجارب التي قام بها المواطنون باءت بالفشل، وذلك نتيجةً لارتفاع أسعار المحروقات وطبيعة الشتاء القاسية في مناطق الجزيرة السورية، والتي تصل فيها درجات الحرارة عادةً، لدون الصفر بخمس درجات”.
وأضاف المتحدث: “لجأنا للزراعة في البيوت البلاستيكية، لتغطيةِ النقص الموجود في الأسواق المحلية، علماً أن مشاريعنا خاسرة في هذا الصدد”.
اما المهندس الزراعي “عبد الله الحسين” صاحب أحد المشاريع الزراعية في الحسكة يرى أن سبب ارتفاع أسعار الخضار في الأسواق المحلية الشتوية والخريفية، هو نتيجة لضعف الإنتاج المحلي أو انعدامه بالكامل في بعض المناطق، مما سبب قلةً في المحاصيل الزراعية، وبالتالي زيادة الطلب عليها ما أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير.
وأشار “الحسين” إلى أن الهجرة الداخلية من الريف إلى المدينة، هي إحدى أهم الأسباب لارتفاع أسعار المحاصيل، وكذلك ازدياد ظاهرة الهجرة إلى الخارج، وتسببت في نقص الأيدي العاملة، مما أدى إلى ارتفاع أجور العمالة، والتي شكلت عاملاً إضافياً في ارتفاع تكاليف الإنتاج وبالتالي المنتج المحلي.
ولفت “الحسين” أنه لا يمكن الخروج من المأزق إلّا بنشر الثقافة الزراعية، في الأنفاق والزراعة في البيوت البلاستيكية، ودعمها مادياً من الجهات المختصة لِما لها من مصاريف.