اشتكى أحد عناصر نظام الأسد الذي يؤدي خدمته الاحتياطية في صفوف الحرس الجمهوري بمنطقة “الحسينية” بريف دير الزور الغربي، من سوء الخدمات وغياب التدفئة والمرافق الصحية (الحمامات ودورات المياه).
وقال العنصر الذي فضل عدم الكشف عن نفسه خوفاً من عقاب مرؤوسيه، إن “المكان المتواجد فيه وهو عبارة عن (ندوة) تغيب عنه التدفئة وحتى المكان المخصص للاستحمام أو دورات المياه، ما يضطره للتوجه نحو الخلاء لقضاء حاجته، أو انتظار مجيء الكهرباء من أجل تسخين المياه في وعاء حديدي وكأنه من العصر الحجري”.
وأضاف: “رغم ظروفي (الزفت) تلك فإنني أعيش في ظروف 7 نجوم مقارنة مع غيري من العناصر الإلزاميين والاحتياط”.
وفيما يتعلق بموضوع مواد التدفئة المقدمة لهم قال، إن “من يطالب بمواد التدفئة وخاصة مادة المازوت فإن مصيره السجن والعقوبة، ومن أجل ذلك نلجأ لحرق البلاستيك وقطع الكرتون والملابس البالية”.
ولدى سؤاله عن مادة المازوت ولماذا لا يقوم بشرائها على سبيل المثال أجاب، إنه “لا يوجد معي ثمن طعام يكفيني لنهاية الشهر وتريد مني أن أشتري المازوت، نحن لسنا في الجيش الأمريكي، نحن في جيش الوطن يا صديق”.
وفيما يتعلق بالمخصصات اليومية من الطعام المقدمة لهم، أوضح أن “ما يتم تقديمه هو بيضة واحدة وحبة بطاطا واحدة وقطعة بندورة 3 أرغفة من الخبز فقط، وتقدم تلك المخصصات لمرة واحدة في اليوم، أما بقية النهار فيضطر العسكري لشراء المخصصات من مصروفه الخاص”.
ولدى سؤاله عن المصاريف التي يحتاجها في ظل تلك المخصصات القليلة المقدمة لهم قال، إن “المصروف الشهري يصل إلى حدود 100 ألف ليرة سورية كحد وسطي”.
وأشار العنصر إلى أن تلك الظروف تدفع بنسبة كبيرة من العناصر للفرار من الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية وقال، إن “العسكري مضطر لدفع مبلغ 50 ألف ليرة سورية من أجل الحصول على إجازة مدتها 10 أيام فقط، ومن لا يملك المال فإنه ينتظر كل 5 أشهر للحصول على إجازة قصيرة، ومن أجل ذلك فإن نسبة كبيرة تهرب من الخدمة لأن ذلك أوفر لها من دفع المبالغ”.
وأضاف أن “العسكري ينتظر العفو ومن ثم يعود للخدمة ويقضي مدة شهر واحد في السجن داخل القطعة ومن بعدها تعود الأمور إلى طبيعتها”.
وفيما يتعلق بـ “الندوة” التي يتواجد فيها قال، إن “ضباط النظام يأتون إلى تلك الندوة وأخذ ما يريدون وأنا من يضطر لدفع ثمن المواد التي يأخذونها على اعتبار أنه (جيش الوطن) ولا يجب أن نطالبه بثمن المواد، أما من يدفع رغما عنه هم عناصر الروس فهم يدفعون دون أي جدل أو نقاش”.
وأشار العنصر إلى أنه دفع مبالغ مالية طائلة من أجل نقله من خطوط الجبهات إلى تلك “الندوة”، ومن أجل ذلك يحسده كثير من أصدقائه على وضعه ذلك رغم كل ما تحدث به من ظروف معيشية وخدمية سيئة.
ملاحظة: تمكنت SY24 من الوصول إلى هذه المعلومات من أحد عناصر جيش النظام السوري، عبر أحد مصادرنا في دير الزور، ولذلك، لم يتم الكشف عن أي اسم تحسباً لأسباب أمنية، وليس بالضرورة أن تعبّر هذه المعلومات عن آراء وسياسية تحرير المنصة.