للعام التاسع على التوالي لم يزر التيار الكهربائي ما تبقى من أكبال بالية لازالت معلقة على أعمدة متهالكة في مدينة حلب، يحيط بها الدمار من كل حدبٍ وصوب.
لا زالت الأحياء الغارقة بالأنقاض تفتقر حتى إلى محطة نقل التيار الكهربائي رغم سيطرة النظام السوري عليها منذ 4 سنوات وعدة أشهر، ورغم الوعود التي أطلقها بإعادة الحياة إلى هذه الأحياء.
مصادر خاصة لـ SY24 أكدت أن قوات النظام السوري والميليشيات التابعة لها، شنت حملات “تعفيش” لا متناهية منذ سيطرتها عليها أواخر عام 2016، ومعظم الأكبال الكهربائية تعرضت للسرقة بشكل كامل ما زاد من معاناة الأهالي، الذين تنعدم لديهم الخدمات الأساسية المقدمة من قبل حكومة النظام.
انقطاع التيار الكهربائي عن أحياء شرق حلب، يجبر السكان على الاستعانة بكهرباء “مولدات الأمبير”، ذات التكلفة الباهظة التي يتكبدها الحلبيون شهرياً، وخاصة مع توقف أعمالهم في الآونة الأخيرة، بسبب تفشي فيروس كورونا “كوفيد 19”.
زكريا أبو خالد، أحد سكان حي السكري، قال في لقاء لـ SY24 إن “حكومة النظام تتعمد قطع التيار الكهربائي عن أحياء شرق حلب، على ما يبدو هي عقوبة لأهالي هذه المناطق التي ثارت في وجهه قبل تسعة أعوام، المحطات الأساسية التي تغذي أحيائنا بالكهرباء في حي جسر الحج، والشيخ سعيد، كلها تعرضت للسرقة والنهب من قبل مليشيا لواء القدس، ومليشيا الأمام محمد الباقر”.
وأشار أبو خالد إلى أن “سرقة محطات الكهرباء وأكبال نقل التيار، إلى أحيائنا تهدف إلى الاستفادة من تشغيل “مولدات الأمبيرات” التي يحتكرها قيادي في مليشيا لواء القدس في حي السكري يدعى “حمدو”، والتي تعود عليه بمبالغ طائلة نهاية كل شهر، حيث يتم تسعيرة الأمبير الواحد 1800 ليرة سورية، ولديه ما يزيد عن 15 مولدة كهرباء في حي السكري، كما تختلف ملكية المولدات من فصيل لأخر في كل حي.
وأردف “أبو خالد” أن من يتأخر بدفع ثمن الأمبير نهاية كل شهر فإنه يتعرض لوقف الاشتراك مباشرة وبالتالي قطع التيار الكهربائي عن منزله، وبالتالي يجبر المواطن على استخدام “اللدات” وحرمانه من الكهرباء.
وأضاف أبو خالد “نقضي أوقاتنا في ظل الحجر الذي تفرضه حكومة النظام، بسبب تفشي فيروس كورونا، بأجواء أشبه بالإقامة الجبرية، خاصة بعد انقطاع الأمبير، وضعف الإنترنت أو انعدامه بشكل كامل، ما يضطر الكثير من العوائل الحلبية، بالقيام بزيارات طويلة إلى بعضهم البعض، قبيل سريان موعد حظر التجوال بوقت قصير والبقاء لليوم الثاني في ذات المنزل.
الكثير من أهالي مدينة حلب غالبا سيوقوقون اشتراكهم في مولدات الكهرباء، التي تنهب جيوب المواطنين “يقول أبو خالد” وذلك بسبب توقف أعمالهم منذ أكثر من شهر، ما يصنف التيار الكهربائي في مراكز متراجعة في سلم أولوياتهم، لتصبح الكهرباء من الكماليات لديهم، في القرن الواحد والعشرين في ظل حكم نظام الأسد.
الجدير بالذكر أن المناطق الخاضعة لسيطرة النظام في مدينة حلب يعاني سكانها من تردي الواقع الخدمي، إضافةً إلى تردي أوضاعهم الاقتصادية والمعيشية وسط غلاء الأسعار وانعدام فرص العمل، وذلك مع تفشي فيروس كورونا في البلاد وهيمنة مليشيات النظام على مفاصل الاقتصاد والخدمات في أحياء حلب.