أعلن قائد “لواء الشمال” التابع للجيش الوطني السوري النقيب “مصطفى الشيوخي”، تعليق عمله ضمن تشكيلات الفيلق الأول، وذلك احتجاجا على استمرار عمليات التهريب من معبر”عون الدادات” الفاصل ما بين منطقة منبج التابعة لقسد ومنطقة جرابلس في ريف حلب الشرقي.
وذكرت مصادر خاصة لـ SY24، أن “هذا القرار بعد محاولاته الكثيرة لمنع عمليات التهريب من مناطق قسد ونظام الأسد بعد تفشي فيروس كورونا فيها”.
وأضافت المصادر أنه “حرصا من النقيب الشيوخي على سلامة الأهالي في المناطق المحررة، وسلامة الجيشان الوطني السوري والتركي، قام النقيب بتعليق أعماله في الفيلق الاول التابع للجيش الوطني”.
وأشارت المصادر إلى أنه “بعد عدة محاولات من قبل إعلاميين وناشطين في الشمال السوري لحث قادة الفيالق منع فتح أي معبر من المعابر الثلاثة، ومنع عمليات التهريب التي يقوم بها مهربون من و إلى المناطق المحررة ضمن أزمة فيروس كورونا التي اجتاحت مناطق النظام و قسد معا، تم تخفيف عمليات التهريب لحد مقبول، و لكن الخطر مازال موجود فقدوم شخص مصاب للمناطق المحررة ربما يحدث كارثة إنسانية”.
وتابعت المصادر “لذا ونتيجة قلة اهتمام بعض قادة الجيش الوطني وعدم مساعدة بعضهم البعض، أقدم النقيب مصطفى على تعليق أعمال لواء الشمال في منطقة درع الفرات، رافضا أي عملية فتح معبر أو عمليات تهريب يقوم بها أحد من الجيش الوطني إن كان على مستوى العناصر أو القادة”.
ويطالب لواء الشمال بتشكيل لجنة من الجيش الوطني السوري وهيئة الأركان لمتابعة موضوع عمليات التهريب وعمليات فتح المعابر التي لم يلتزم بها بعض قادات الجيش الوطني، حسب المصادر.
ولواء الشمال له حضور وبصمة واضحة منذ بداية تحرير المنطقة من تنظيم “داعش” الإرهابي خلال عملية “درع الفرات”، وأحد القادة الذين كان لهم تواجد في عملية “غصن الزيتون” وتحرير مدينة عفرين من قوات قسد.
وتداول ناشطون اليوم السبت فيديوهات تثبت استمرار عمليات التهريب من مناطق سيطرة النظام وقسد باتجاه الشمال السوري عبر المعابر التي أعلنت الحكومة السورية إغلاقها بشكل كامل مؤخراً.
وكان رئيس الحكومة السورية المؤقتة “عبد الرحمن مصطفى” قال في تصريحات سابقة لـ SY24 ، إنه “الحكومة قررت إغلاق المعابر الثلاثة الداخلية (أبو الزندين، وعون الدادات، والحمران) بشكل تام منذ تاريخ 18 آذار/مارس الماضي، ويستمر الإغلاق حتى إشعار آخر، وذلك رغم عدم إعلان النظام السوري في حينها لأي إصابة، إلا أننا كنا نملك معلومات مختلفة لا أود الخوض بتفاصيلها”.
وأوضح أن “هذا الإجراء الضروري والوقائي للمواطنين السوريين في المناطق المحررة كان خطوة لابد منها ويمكن اعتبارها طبيعة جداً، إذ أن مخاطر الفيروس قد تستوجب إجراءات قاسية وتمس حياة الناس بما هو أكثر من ذلك بكثير”.
وفي وقت سابق شارك مئات الإعلاميين والناشطين في حملة على مواقع التواصل الاجتماعي للتحذير من مخاطر عمليات التهريب في ظل تفشي فيروس كورونا ضمن مناطق سيطرة النظام وميليشيات قسد، إضافة إلى دعوة قادة فصائل الجيش الوطني لضبط عمليات التهريب من المعابر وخطوط التماس التي تشرف عليها.
وكان اتحاد الإعلاميين السوريين قد حذر من أنه”سيضطر لكشف أسماء الأشخاص غير الملتزمين والمتسترين على معابر التهريب، والذين سيعرضون الأهالي للهلاك بسبب مصالحهم الشخصية”.
يذكر أنه لم يسجل حتى الآن أي حالة إصابة بفيروس كورونا في الشمال السوري، وأجري نحو 200 اختبار لحالات مشتبه بها، إلا أن جميع النتائج كانت سلبية.