كَثُرَ في الآونة الاخيرة توجه الأهالي في مناطق الجزيرة السورية، لما يسمى “الطب البديل” أو “طب الأعشاب”، حيث أصبح الإقبال على مراكز التداوي بالأعشاب لافتاً وملحوظاً، وقد عزا البعض منهم ازدياد الإقبال لهذا النوع من الطب، لنجاح أغلب الحالات التي تم علاجها من خلاله، لكن البعض الآخر وهم ممن يعارضون هذا النوع من التداوي، ومنهم “الأطباء البشريين” يرون أنه لا يرتكز على أسس علمية مثبتة، وقد تكون انعكاساتها خطيرة على صحة المتداوي.
ففي مدينة “عامودا” الواقعة بريف القامشلي، يوجد عدة محلات تتوفر فيها خلطاتٍ عشبيةٍ متنوعة، تم تركيبها من قبل أصحاب هذه المحال الذين اكتسبوا خبرة على مدارِ سنينٍ من العمل، إضافةً للدراسة والدورات الطبية التي خضعوا لها في هذا المجال.
وقد تحدث عدد من الأهالي لـ SY24، حول الإقبال على التداوي بالأعشاب الطبية، والذين انقسمت آراؤهم بين مؤيدٍ ومعارض له، السيد “أبو جوان” من أهالي عامودا قال، إنه “يفضّل العلاج بالأعشاب على الأدوية والعقاقير الطبية، ويحاول قدر الإمكان استعمال الأعشاب له ولأطفاله ليحميهم من الأمراض، فأجدادهم لم يكونوا يملكون الأدوية الكيميائية، ومع ذلك كانوا يتمتعون بصحة جيدة، هذا دليل على قوة فعاليتها ونتائجها الإيجابية”.
أما السيدة “زهور علي” وهي أم لثلاثة أطفال، فكان لها رأي آخر، فهي تفضل الأدوية الطبية لها ولأطفالها، لأنها مُختبرةَ ومحضرة من قبل خبراء وتم تجربتها (على حد قولها)، وهي تؤمّن الشفاء السريع من الأمراض والوقاية من العوارض المرضية.
كما نوهت إلى أنه “قديماً لم يكن هذا التطور البحثي والطبي موجوداً، فكانوا يلجأون مجبرين للطب البديل، أما الآن فلما انتظر العلاج البطيء للأعشاب؟”.
بدورها “آهين سركيس” قالت، إنها “تلجأ إلى الأعشاب الطبية لأغراضٍ تتعلق بالعناية بالبشرة ونضارتها، وتؤمن بفائدة الأعشاب لمعالجة ما يتعلق ببشرتها وتساقط شعرها، حيث أن الأعشاب آمنةً أكثر من المستحضرات الكيماوية، بالنسبة للبشرة والشعر، وتعتمد عليها آيضاً في كثير من علاجاتها عندما تمرض، وفي الوقت ذاته هي أقل كلفةً من العلاج عند الأطباء، وشراء الادوية الملتهبة الاسعار في الصيدليات”.
من جهته السيد “مصعب عرب” وهو عطّار يعمل في تركيب خلطات عشبية، قال، إنه “يعمل في هذا المجال منذ كان في الثامنة عشر من عمره، فقد ورث هذه المهنة وتعلمها من والده، الذي كان يعمل بها لسنوات طويلة”.
واستطرد قائلاً: “كنت أعمل في مركز تابع للمركز العربي الألماني للأعشاب، لكن هذا المركز مغلق الآن بسبب الأوضاع التي تمر بها البلاد، كما عملت سابقاً مع مركز ابن النفيس للأعشاب والشركة الإنتاجية التي تعمل جميعها بمجال طب الأعشاب”.
ولفت “عرب” إلى أنّ “الإقبال على الأعشاب الطبية جيد في المدينة، وقد استطاع تركيب علاجات للكثيرِ من الأمراض، دون وجود أيةَ أعراضٍ جانبية، على عكسِ الأدوية الكيميائية، التي ينتج دوماً عنها أعراض وتأثيراتٍ جانبية غير متوقعة، إلا أن مفعول الأعشاب يكون عادةً أبطئ مقارنةً بالأدوية الكيميائية”.
وأوضح “عرب” بأنه “اكتسب خبرة كبيرة، على مدى سنوات عمله في مجال العطارة، إضافةً إلى الدورات التي خضع لها، حيث أنه يقوم بتحضير الكثير من الخلطات الآن في محله، ويقصده يومياً المئات من الأشخاص لشراء الأعشاب والخلطات من عنده”.
أصبح الأمر طبيعي ومألوف عند الأهالي، ومنهم من يعتقد بإيجابيته ونتائجه الباهرة، في ظل ارتفاع تكاليف العلاج عند الأطباء البشريين المختصين، وعدم توفر العلاج الناجع لكثير من الحالات المرضية، بحيث أنك عندما تمر بجوار محلٍ لأحد العطارين، تندهش لكثرة التدافع بين الأهالي للحصول على عشبةٍ ما، وذلك نتيجة اقتناعها الكامل بقوة فعالية ونتائج تلك الأعشاب.