يعاني سكان مدينة حلب من فقدان حليب الأطفال وانعدامه بكثير من الأوقات من الصيدليات ما يزيد من معاناتهم في رحلة البحث عن المواد الغذائية لأطفالهم في ظل موجة الغلاء الفاحش الذي يضرب سوريا.
مراسلتنا في مدينة حلب التقت بالصيدلاني “أيهم الشيخ” الذي أشار بدوره إلى أسباب النقص الكبير في مادة الحليب “البودرة” من أسواق المدينة والذي يعود بالدرجة الأولى لاستغلال التجّار، حيث أن المستوردين في (القطاع الخاص) حصرا الذين يتعاقدون بشكل أساسي مع شركة “نستله” الإيرانية يحتكرونه بين الحين والآخر وخاصة عند ارتفاع سعر صرف الدولار أمام الليرة السورية، ثم يطرحونه من جديد في الأسواق ولكن بأسعار جديدة مرتفعة.
وأضاف الشيخ “قبل نهاية العام الماضي 2019 لم يعد يوزع للصيدليات سوى 4 علب فقط، من الأنواع الأكثر استهلاكاً وهي (نان، وكيكوز) المستورد من شركة “نستله الإيرانية”، وبهذه الحالة يضطر المواطن لشراء الحليب المهرب من لبنان إلى سوريا بأسعار مرتفعة كثيرا”.
وتابع “أنواع الحليب الأكثر استهلاكا في سوريا عموما وحلب على وجه الخصوص وهي حليب “نان” الذي ارتفع سعره من 2700 ليرة إلى 4500 ليرة سورية “وكيكوز” الذي ارتفع سعره من 2300 إلى 3300 ليرة سورية بسبب التقنين في طرحها في الأسواق، بينما سجل حليب “نيدو” ارتفاعا كبيرا بسعره منذ شهر ونصف حيث ارتفع سعره 7000 ليرة سورية في حال تم العثور على المادة في السوق”.
وأشار الشيخ إلى أن “وزارة الصحة في حكومة النظام لا تقوم باستيراد حليب الأطفال ولا الرقابة عليه في السوق السوداء حيث يُباع، كما لا يتم إنتاج أي نوع من أنواع الحليب في سوريا فجميعه إما مستورد من إيران أم “مهرب” من لبنان عن طريق تجار من القطاع الخاص”.
الجدير بالذكر أن مادة حلب الأطفال فُقدت بشكل كبير من أسواق وصيدليات مدينة حلب في الآونة الأخيرة بسبب احتكار التجار لهذه المادة في ظل مناشدات الأهالي لتوفير المادة من قبل حكومة النظام التي تغض الطرف عن الغلاء الفاحش الذي يجتاح أسواق المدينة.