أعلنت حكومة نظام السوري عن تعاقدها مع إيران لاستكشاف النفط من موقع (البلوك رقم 12) في منطقة البوكمال شرقي دير الزور، وذلك في سابقة هي الأولى من نوعها لإقرار النظام بتوقيعه اتفاقيات مع إيران بخصوص النفط.
جاء ذلك خلال جلسة عقدها الإثنين، مجلس الشعب التابع للنظام حيث ناقشت خلالها لجنة الشؤون الاقتصادية والطاقة مشروع القانون المتضمن تصديق عقد استكشاف البترول وتنميته وإنتاجه في البلوك رقم (12) في منطقة البوكمال بين حكومة النظام وإيران.
وكشف وزير النفط والثروة المعدنية المهندس “علي غانم” الذي كان حاضرا خلال الجلسة، عن الاتفاقية الموقعة بين النظام وطهران واصفا إياها بـ “المهمة والاستراتيجية”.
وأشار غانم، حسب وكالة “سانا” التابعة للنظام، إلى أن هذه الاتفاقية استندت إلى الاتفاقية الاقتصادية الموقعة بين سورية وإيران بتاريخ 16 آذار/مارس 2015، ضمن أفضل الشروط التجارية والقانونية والمالية، وأن المساحة للبلوك رقم (12) في البوكمال هي 6702 كيلومتر مربع.
وخلال الاجتماع كشف غانم أيضا عن الحاجة اليومية للنفط الخام هي 146 ألف برميل ، في حين أن ما ينتج حاليا هو 24 ألف برميل و أن هذا النقص يتم تداركه من خلال عمليات التوريد إن كان للنفط الخام أو للمشتقات النفطية.
وأقر وزير النفط بالصعوبات الناتجة عن العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا والتي طالت المرافئ والسفن والتحويلات المالية والقباطنة وأرقام السفن والتي سببت صعوبة التوريدات.
وتعليقا على ذلك قال الباحث الاقتصادي والمدرب السابق في الشركة السورية للنفط، الدكتور “سهيل حمدان” لـ SY24، إن “منطقة البوكمال هي منطقة نفوذ إيرانية ولكن النفط سيكون بيد أمريكا إن كان له قيمة اقتصادية، أو يترك لأهل المنطقة لتغطية حاجتهم من المحروقات والأموال قسد أو داعش وأمثالهم”.
ورأى أنه “الآن لا حاجة اقتصادية أو استراتيجية من النفط لأمريكا أو إيران؛ بل ويعاني العالم من كساد النفط وانكسار أسعاره على الأقل بالمدى المنظور”.
وأشار إلى أن تصريحات حكومة النظام “في غير سياق الحال السوري أو الأمريكي أو حتى الإيراني حاليا، وربما تكون لغرض آخر مثل لفت النظر عن الصراع الداخلي للنظام، أو التحريض على ايران في تلك المنطقة لقصفها من قبل القادرين على ذلك كإسرائيل أو غيرها”.
ويرى مراقبون أن تلك الاتفاقية ربما تشعل فتيل الصراع بشكل ملموس بين إيران وروسيا التي تحاول الاستحواذ على النفط في المنطقة الشرقية من بوابة “العشائر” والاجتماع بهم، خاصة بعد أن نقلت ماكيناتها الإعلامية الروسية حجم الاستياء الروسي الواضح من بشار الأسد ومهاجمته بأنه لا يصلح للحكم.