حذر رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية “أنس العبدة”، من خطورة الأوضاع في محافظة درعا في ظل استمرار النظام السوري بحشد قواته، واصفا الأمر بأنه خطوة تصعيدية شديدة الخطورة، مطالبا المجتمع الدولي بضرورة التحرك لوضع حد لتحركات النظام تلك.
وقال “العبدة” في تصريحات خاصة لـ SY24، إن “التحشيد الذي تقوم به قوات النظام في الجنوب هو خطوة تصعيدية شديدة الخطورة، تهدف إلى اقتحام المنطقة وبدء مشروع كارثي جديد، وربما بداية لسلسلة من عمليات التدمير والتهجير”.
وأضاف “نحن نقف إلى جانب أهالي درعا ونحذر المجتمع الدولي من مخاطر التلكؤ في التعاطي مع ما يجري على الأرض، أهلنا في درعا معرضون لخطر جسيم أمام الحشود العسكرية التي يجمعها النظام على مشارف المحافظة، المجتمع الدولي هو الطرف الوحيد القادر على التأثير على مخططات النظام، لذلك فنحن نحمل الأطراف الدولية مسؤولياتها تجاه التطورات الجارية على الأرض”.
وحذر من أن “هناك خطر حقيقي من قيام النظام باستغلال الظروف الدولية، من أجل تنفيذ حملة جديدة من الإجرام والإفساد في الجنوب السوري، ولا بد من تفريق هذه الحشود العسكرية وإعادتها إلى ثكناتها بشكل فوري، وإرسال رسالة واضحة بأن التصعيد العسكري غير مطروح”.
وشدد على أن “جميع الذرائع التي يروج لها النظام مرفوضة، فهو المسؤول عن الكارثة والفوضى والتدمير والاعتقال والتهجير وخرق الاتفاقات”.
وتابع قائلا “عملياً.. هناك كارثة هائلة جرها النظام على سورية منذ عام 2011، بل ومنذ انقلابه على الديمقراطية في سورية مطلع الستينات، ومنذ ذلك الحين وهو يتسبب في نشر الفوضى وتخريب المجتمع، وكل ما يقوم به على المستوى الداخلي أو الخارجي يتمحور حول البقاء في السلطة وإخضاع الشعب السوري لاستبداده”.
وأشار إلى أن “أهالي حوران خرجوا في مظاهرات حاشدة خلال الأيام الماضية، مؤكدين رفضهم للحشود التي جمعها النظام ولتواجد ميليشيات إيرانية على أرضهم”.
وأشاد “العبدة” بالحراك الشعبي لأهل درعا وقال إن “مظاهرات درعا جاءت كدليل على أن الروح الثورية حية ومستمرة، وأن مطالبها شرعية ومحقة، فملايين السوريين ما يزالون يتطلعون إلى مستقبل مختلف، وثورتنا متقدة في قلوب وعقول الشباب وعشقهم للحرية وللكرامة سيستمر وأهداف ثورتهم ستتحقق”.
وأعرب “العبدة” عن ثقتهم بأهل درعا ودعم الائتلاف السوري لأي قرار يتخذونه وأضاف “نحن نثق بالفعاليات المدنية وبحكمة وجهاء حوران، ونؤكد دعمنا لما يتخذونه من قرارات، ونحذر في الوقت نفسه من أساليب النظام في خرق التفاهمات في كل فرصة”.
وختم “العبدة” قائلا إنه “وجهنا تحذيراً للمجتمع الدولي بضرورة التعامل بجدية وسرعة مع تحركات النظام، ووضعها عند حدها ومنع النظام من افتعال كارثة والتسبب بتصعيد جديد لا يمكن أن نتصور نتائجه”.
ومنذ عدة أيام تشهد محافظة درعا حالة من الغليان في ظل التعزيزات العسكرية التي تستقدمها قوات النظام السوري والميليشيات المساندة له بنية اقتحام المنطقة وزعزعة الأمن والاستقرار، وسط جهود مكثفة يبذلها وجهاء الجنوب السوري للضغط على روسيا من أجل وضع حد لانتهاكات النظام وتجاوزاته.
وتأتي تحركات النظام السوري وتوتر الأوضاع الأمنية في المنطقة، عقب قيام أحد قادة فصائل المعارضة سابقاً بالهجوم على مديرية الناحية في بلدة “المزيريب” غربي درعا و قتل تسعة عناصر من الشرطة متهماً إياهم بالوقوف وراء اغتيال أخيه قبل أيام، الأمر الذي أعطى دافعا لتقوم الفرقة الرابعة وميليشيات إيران باستقدام تلك التعزيزات بهدف السيطرة على المنطقة التي خسرت فيها عدداً كبيراً خلال العامين الفائتين من مقاتلين انضووا في صفوف ميليشياتها.