تواصل الليرة السورية، اليوم الأحد، نزيفها الحاد أمام العملات الصعبة وخاصة الدولار الأمريكي، ليكون العنوان الأبرز هو حالة من الفوضى وعدم الاستقرار بسوق الصرف بعد وصول الدولار الواحد إلى عتبة الـ 1700 ليرة سورية، الأمر الذي تزامن مع خروج حوت الاقتصاد السوري “رامي مخلوف” ابن خال رأس النظام “بشار الأسد” بمقطع فيديو هو الثالث من نوعه، هدد فيه بانهيار الاقتصاد محذرا في الوقت ذاته أنه من غير المعروف إلى أين تتجه الأوضاع في سوريا.
في حين تفيد الأنباء الواردة من الشمال السوري وجنوبي سوريا، حسب مراسلينا في المنطقة، عن توقف محلات الصرافة والذهب والمجوهرات عن عمليات التداول والبيع والشراء بسبب عدم استقرار سعر الصرف واستمرار انهيار الليرة السورية المتسارع.
وسجل سعر صرف الدولار حسب مراسلنا في دمشق 1695 للمبيع، مقابل 1680 للشراء.
في حين قال مراسلنا في حلب إن سعر الصرف 1600 للمبيع، مقابل 1575 للشراء، موضحا أن السعر في سوق الصرف هو أعلى بكثير ومن أجل ذلك توقفت محلات الصرافة عن تداول العملات وخاصة الدولار.
وفي الأتارب بريف حلب الغربي سجل سعر الصرف حسب مراسلنا 1780 للمبيع، مقابل 1750 للشراء.
وفي إدلب وصل سعر الصرف إلى 1730 للمبيع، مقابل 1690 للشراء (غير ثابت يتغير بين فترة وأخرى حسب مصادر محلية).
وفي المنطقة الشرقية وصل سعر الصرف حسب مراسلنا إلى 1680 للمبيع ، مقابل 1660 للشراء.
وذكرت مصادر محلية خاصة من إدلب لـ SY24 ، أن “محلات الصرافة توقفت عن البيع إلى حين استقرار سعر صرف الدولار الذي يرتفع بين لحظة وأخرى مقابل الليرة السورية، خوفا من خسارتهم لفرق التصريف، إضافة إلى أنهم ينتظرون ثبات سعر التصريف لمعاودة عملهم من جديد”
وبات من الملاحظ أنه عقب خروج “مخلوف” بإصدار جديد يكشف فيه عن كواليس ما يجري اقتصاديا وأمنيا في سوريا، فإن الدولار يقفز ليسجل رقما تاريخيا غير مسبوق مقابل الليرة السورية، حسب محللين اقتصاديين.
وفي هذا الصدد قال الخبير الاقتصادي “سمير طويل” لـ SY24، إنه “ومنذ بداية الثورة السورية كان يتم الحديث بشكل كبير جدا عن أن رامي مخلوف كان يضارب بسوق الصرف، واليوم على ما يبدو حديثه عن انهيار الاقتصاد أثر ّ على عاملين، الأول عامل فقدان الدولار من السوق وأيضا امتناع الناس عن تصريف ما لديها من مدخرات بالعملة الصعبة، وبالتالي توقف الصرافين عن البيع، وبالتالي أصبح هناك طلب ولكن لا يوجد عرض”.
وأضاف أن “رامي مخلوف تقصد أن يذكر كلمة (الانهيار الاقتصادي)، لزعزعة ثقة المستثمرين داخل سوريا وخارجها، ولكسب استعطاف الحاضنة الشعبية الموالية وحتى الأشخاص الرماديين في المحافظات الأخرى”.
وأعرب عن اعتقاده أنه “ربما نشهد ثلاثاء أسود قادم، خاصة أنه وعقب خروج مخلوف يبدأ الدولار بتسجيل أرقاما غير مسبوقة في سوق الصرف بسوريا”.
وفي وقت سابق من اليوم، خرج “رامي مخلوف” بمقطع فيديو قصير تحدث فيه عن التهديدات والضغوطات التي يتعرض لها من أجل التنازل عن شركة “سيريتيل”، مشيرا في أكثر من مرة إلى أن هذا الشيء سينعكس على الاقتصاد السوري، إلى أن ختم في سياق حديثه بعبارة “نحن مهددون باقتصادنا، والوضع الاقتصادي صعب، ومن غير المعروف إلى أين تتجه الأمور”.