أكدت إيران أنها لن تغادر سوريا إلا إذا طلب النظام السوري منها ذلك، نافية في الوقت ذاته أي اتفاق فيما بينها وبين روسيا بخصوص مستقبل رأس النظام “بشار الأسد”.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية “عباس موسوي”، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام إيرانية رسمية، إن “إيران موجودة في سوريا بناء على طلب رسمي من الحكومة السورية الشرعية، وأن المستشارين الإيرانيين لن يغادروا سوريا مادامت دمشق تريد ذلك”.
واستبعد “موسوي” وجود أي اتفاق إيراني روسي بشأن مستقبل الأسد واصفا ما يتم الترويج له حول ذلك بـ “المزاعم”، مؤكدا في الوقت ذاته على أن “علاقات طهران ودمشق علاقات استراتيجية قائمة على الصداقة، وأنه لا إيران ولا أي دولة أخرى يمكنها اتخاذ القرار نيابة عن الشعب السوري وحكومته، وأن الشعب السوري هو من يختار حكومته”.
وفيما يخص الحل السياسي اعتبر “موسوي” أن “إيران ترحب بأي عمل ينطلق من نوايا حسنة لإنهاء هذه الأزمة ، إلا أن طهران ترى أن مسار أستانا هو أهم مسار لحل الأزمة السورية”.
وأضاف أن “إيران وروسيا وتركيا هم الطرف الضامن لوقف إطلاق النار في سوريا، ولهذه الدول آلياتها التي تضمنها مسار أستانا، إلا أن هناك دول أخرى لها آلياتها الخاصة في التعامل مع الملف السوري”.
وهاجم “موسوي” وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” الذي صرح بضرورة خروج إيران من سوريا ، وقال إن “بومبيو يعيش أوهاما يرددها بين حين وآخر، وتتضاعف هذه الأوهام عندما يلتقي آخرين يعيشون الأوهام مثله”، مدعيا أن “الوجود الإيراني في سوريا يساهم في محاربة الإرهاب أي أن ايران تنفذ، فيما أمريكا تطلق موضوع محاربة الإرهاب كشعار فقط”.
وتعليقا على تلك التصريحات قالت المحللة والباحثة السياسية في العلاقات الأميركية و الشرق الأوسط “روان الرجولة” المقيمة في أمريكا لـ SY24، إنه “قد تكون هذه التصريحات بمثابة الورقة التي قد يستخدمها بشار الأسد للتفاوض مع واشنطن، ألا وهي رغبتها في إخراج النفوذ الإيراني و التي قد يؤمنها (بالحد الأدنى) مقابل مكاسب محددة”.
وأضافت أنه “من المهم ألا ننسى أننا في فترة انتخابية في الولايات المتحدة الأميركية، و من غير المرجح أن تلاحظ أي تصعيد على أي جبهة في المنطقة، أو من أي طرف كان متضمنا الإسرائيلي و الروسي”.
وفيما يخص النفي الإيراني بأنه ليس هناك أي اتفاق مع روسيا بخصوص مستقبل الأسد، وأن الشعب السوري هو من يختار حكومته، قالت “الرجولة” إن “هذه التصريحات تتفق مع كانت تقوله موسكو من 2015 إلى الآن، وهذا يعني أننا ماضون إلى انتخابات رئاسية و تشريعية، وأن القرار 2254 لم يحدد بلغته أن الانتقال السياسي يتضمن عدم ترشح الأسد أو تنازله عن الحكم”.
وختمت “الرجولة” قائلة إن “واشنطن هدفها في سورية إضعاف إيران و ضمان الحد الأدنى من الحقوق للشريك على الأرض (قسد) بما لا يتعارض مع مصالح حليفها الناتو – تركيا”.
وتواجه إيران تصريحات شديدة اللهجة من إسرائيل وأمريكا تطالبها بالخروج من سوريا، وأن العمليات العسكرية الجوية الإسرائيلية ستبقى مستمرة ضدها، في حين يتحدث مراقبون عسكريون عن إيران لم تلتزم بتلك التهديدات ولم تنسحب من أي موقع لها بل تعمل على عملية إعادة الانتشار وتبديل أماكن تمركز ميليشياتها.