تجري السلطات الألمانية تحقيقا في شأن طبيب سوري لاجئ مقيم في ألمانيا يُشتبه بارتكابه جرائم ضد الإنسانية في حمص، وفق ما أوردت مجلة “دير شبيغل”، يوم أمس الجمعة (22 مايو/ أيار 2020) وذلك موازاة مع محاكمة هي الأولى من نوعها عبر العالم لعنصرين سابقين في الاستخبارات السورية بتهم تعذيب متظاهرين معارضين للنظام.
وبحسب الصحيفة الأسبوعية فإن الطبيب “حافظ أ.” الذي يمارس المهنة في مقاطعة هيسن يشتبه في أنه ضرب وعذّب وأساء معالجة مصابين معارضين للنظام السوري في المستشفى العسكري في مدينة حمص إبان المظاهرات السلمية التي واجهها النظام بالرصاص.
ورفضت النيابة العامة في كارلسروهي الإدلاء بأي تعليق لوكالة فرانس برس حول هذه المعلومات.
وفي التحقيق الذي أجرته دير شبيغل، تستند الصحيفة إلى إفادات أربعة أشخاص بينهم الطبيبان السابقان في المستشفى العسكري مايز الغجر ومحمد وهبه.
والأسبوع الماضي تعرّف الشاهدان الآخران اللذان خسرا أحد أفراد عائلتيهما تحت التعذيب، على الطبيب في صورة ملتقطة له. ونفى محامي “حافظ أ.” بشدة هذه الاتّهامات، مؤكدا أن موكّله المسيحي ضحية “افتراءات نابعة من أوساط إسلامية متطرفة”.
لكن زميليه السابقين يرويان أنه تباهى بإجراء عملية جراحية لمعارض مصاب من دون تخدير، كما أنه سكب الكحول فوق العضو التناسلي لمعارض داخل سيارة إسعاف وأضرم فيه النار.
وبحسب إفادة أخرى فقد تعرّض في أكتوبر 2011 بالضرب لشاب مصاب بالصرع وأجبره على إقحام حذاء في فمه.
ووصل “حافظ أ.” إلى ألمانيا في مايو 2015 وهو يعمل حاليا في مستشفى أحد المنتجعات الصحية.
واستقبلت ألمانيا 700 ألف لاجئ سوري على مدى تسع سنوات، وهي تجري منذ العام 2011 تحقيقا حول الجرائم المرتكبة في سوريا وتجمع وثائق وشهادات حول هذه الانتهاكات.
ومنذ نهاية إبريل يجري القضاء الألماني في كوبلنس محاكمة هي الأولى في العالم لعنصرين سابقين في الاستخبارات السورية بتهم تعذيب متظاهرين معارضين للنظام في المراحل الأولى من الانتفاضة في العام 2011.