تقوم العديد من المنظمات الدولية والمراكز العاملة في مخيم الزعتري شمال الأردن، وبمشاركة العديد من اللاجئين السوريين في المخيم بتقديم مجموعة من التدريبات المهنية من خلال إبداع وسائل تعليمية متنوعة للأطفال رغم الإمكانيات البسيطة، من أجل تنمية مهاراتهم وتطويرهم.
وقال المدرس في مخيم الزعتري “الخديوي النابلسي” في حديثه لـ SY24: إن “المدارس والمراكز التعليمية تفتقر إلى الوسائل العلمية، إما نقص التمويل أو لسوء التدبير والإدارة، لكن المعلمين والطلاب الموهوبين يتناولون الأمر بروح المسؤولية العالية، ويتدبرون أمرهم بما تطاله أيديهم من المخلفات والمدورات، والمواد الرخيصة، وثمة خبرات تعليمية وروح مبادرة نادرين عند اللاجئ السوري”.
وأضاف النابلسي: “فمن خشب الكرفان المهترئ والتنك وعلب البيبسي الفارغة قمنا بصناعة هياكل عظميه ومقاطع جيولوجيا ودارات كهربائية وتطبيقات التيار الكهربائي والدورة الدموية والبراكين وكاشفات محيط ومجاهر بدائية وجهاز الإطراح، وغير ذلك كثير”.
وأكد أن “المدارس والمنازل ينفذون وسائل تعليمية على درجة من الجودة والدقة والجمال على الرغم من عدم وجود أي جهة داعمة بالمال أو الأدوات أو المواد، ومؤخرا أقام “سنتر 2 ريليف إنترناشيونال” معرضا حضرته الدكتورة كيوان مديرة تربية محافظة المفرق الأردنية وأبدت مزيداً من الإعجاب الذي وصل حد الذهول”.
وتابع: “لقد نجحنا وطلابنا بتنفيذ لوحات فسيفساء عظيمه كشجرة الحياة وقمنا أيضا بتنفيذ مجسم للبتراء ومكيت للمخيم بالنفايات، وكان هنالك تحدياً بيننا وبين المنظمة الأمريكية للتعليم الإبداعي وقد ربحنا هذا التحدي وبقوة”.
وأردف “الخديوي”: “أنا كمهتم بالجانب الفني والتاريخي منذ زمن طويل نفذت جسر دير الزور المدمر ووثقت نوافير دمشق ومجسم ضخم للبتراء الأردنية، وكلها مصنوعة من التوالف والمدورات، بالإضافة أني نفذت وسائل تعليمية لغويه للعربية والإنكليزية لوكان هناك”.
واختتم النابلسي في حديثه لـ SY24: “أتمنى أن يكون هنالك مراكزاً لتصنيع الوسائل المتنوعة ترعاه منظمة اليونيسيف الدولية، ويشرف عليها المعلمون ذو الكفاءة والخبرات العالية بصناعة الوسائل التعلمية والتدريبية، وتوزع للمدارس والمراكز جميعا في المخيم، لأن الأطفال للتو خارجون من صدمة حرب والتعلم باللعب والوسيلة أقرب إلى نفوسهم وعقولهم خاصة الوسائل الحركية غير الجامدة”.
وتقدر منظمة (اليونيسيف) للطفولة بأن اثنين من كل ثلاثة من اللاجئين السوريين القصر في مخيم الزعتري غير قادرين على مواصلة التعليم بسبب نقص المنشآت المناسبة.
من جهتها قالت “غالية المحمد” في حديثها لـ SY24: “استفدت كثيراً من هذه المراكز التدريبية المقامة في المخيم ما جعلني أحقق ما أحب في اللغة الإنكليزية خاصة، بالإضافة أنني استطعت الانخراط بتدريبات مكثفة في اللغة الإنكليزية واكتساب مهارات متنوعة ومختلفة من خلال الوسائل التعليمية والأساتذة المشرفين عليها”.
وأضافت: “حققت أمراً أعتبره من أهم الأمور في حياتي المستقبلية، واستطعت الحصول على شهادة في اللغة الانكليزية (المحادثة) من المعهد البريطاني بمستوى متقدم، وهذا الشيء سيجعل مني أكثر خبرة وتطور وتقدم، لأن الإنسان دائماً يحتاج إلى مثل هكذا علوم معرفية وأدوات من أجل أن يطور ذاته”.
ونوّهت المحمد: “أسعى دائما للاستمرار بحضور كل ورشات العمل والمعارض العلمية المقامة في المخيم لأنها فرصة لا تعوض للاطلاع على الوسائل العلمية المبتكرة رغم إمكانيتها البسيطة في المخيم”.
[foogallery id=”5036″]