كشف مصدر خاص يعمل في توثيق الانتهاكات داخل المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” في منطقة دير الزور شرقي سوريا، عن تسجيل ما لا يقل عن 40 حالة اغتيال لمدنيين وعناصر من تلك الميليشيا على يد خلايا نائمة تتبع لتنظيم “داعش”، وسط حالة من الفلتان الأمني تشهدها تلك المناطق.
وقال المصدر لـ SY24، إن “الوضع الأمني هو أكثر ما يعاني منه الأهالي بريف بدير الزور وخاصة في مناطق قسد، إذ إن الوضع جداً سيء والسبب وجود خلايا تنظيم داعش التي تقوم بتنفيذ عمليات أمنية، وكان أخرها قبل يومين انفجار دراجتين ناريتين بسوق مدينة البصيرة ما أسفر عن سقوط ضحايا وجرحى، ورغم إعلان قسد عن القضاء على داعش إلا ان الخلايا مازالت موجودة”.
وأضف مصدرنا أن “داعش بشكل يومي ينفذ عمليات اغتيال تطال عناصر قسد والعاملين في المجال الخدمي والمدني، وفي كل شهر نوثق ما لا يقل من 30 إلى 40 حالة اغتيال”.
وعلى صعيد الأوضاع الاقتصادية قال مصدرنا، إن “الوضع الاقتصادي لا يقل سوءاً عن الوضع الأمني، فعلى سبيل الخدمات وخاصة الكهرباء مثلا ماتزال مقطوعة عن سكان المنطقة الذين يعتمدون على “الأمبيرات” رغم وجود حقل العمر النفطي الذي يوجد فيه مولدات الكهرباء، لكن محطة الكهرباء خرجت عن الخدمة بسبب قصف التحالف عام 2015 “.
وأضاف أن “انقطاع الكهرباء زاد من المعاناة وأثر بشكل كبير على الوضع الزراعي كون أغلب محطات المياه تعمل على الكهرباء خاصة أن منطقة دير الزور زراعية والأراضي يتم سقيها عن طريق المحطات وأقنية الري العاملة على الكهرباء، وكثير من الأهالي تضررت مواسمهم، ورغم سيطرة قسد منذ سنة ونصف على المنطقة إلا أنها لم تقم بإصلاح الكهرباء أو مساعدة الفلاحين”.
ونقل مصدرنا شكاوى السكان وخاصة الشباب من قلة فرص وانتشار البطالة بسبب احتكار ميليشيا “قسد” لفرص العمل وقال، إن “الواقع المعيشي سيء جدا ولا يوجد فرص عمل، يضاف إلى ذلك احتكار قسد للمنظمات التنموية حيث أن الموظفين فيها غالبيتهم ليسوا من سكان المنطقة، في حين أن قسد وبدلا من أن توفر الفرص لأبناء المنطقة فإنها توفرها لشخصيات تتبع لها ومن سكان محافظات أو مدن أخرى”.
وأشار إلى أن “قسد تسيطر اليوم على جميع الحقول النفطية بدير الزور وبإمكانها أن توفر فرص لتشغيل فيها لآلاف الشباب العاطلين عن العمل وأيضا بإمكانها أن تقدم مساعدات للأهالي من خلال واردات الآبار، لكن لا يوجد أي دعم للأهالي بل يوجد سماسرة متعاونين مع قسد يقومون بتهريب النفط لمناطق النظام عبر معابر تهريب محددة”.
وتطرق مصدرنا للواقع الصحي المتردي أيضا في مناطق سيطرة ميليشيا “قسد” في أرياف دير الزور الشرقية والغربية والشمالية وقال، إن “كل المشافي والمراكز الصحية تفتقر لأقل الأجهزة والخدمات المقدمة ولا يوجد فيها أطباء واختصاصيين، كون أغلبهم يعملون في مشافي خاصة والأسعار في تلك المشافي خيالية وتفوق قدرة سكان المنطقة والمرضى على دفعها وتحملها”.
وأشار إلى أنه “في تلك المناطق من الممكن أن تشاهد 20 قرية مثلا لا يوجد فيها سوى 3 مراكز صحية وتفتقر لأدنى المتطلبات، الأمر الذي يزيد من معاناة سكان أرياف دير الزور الخاضعة لقسد”.
يشار إلى أنه وإضافة لسيطرة ميليشيا “قوات سوريا الديمقراطية” على مساحات واسعة من أرياف دير الزور، إلا أن الميليشيات الإيرانية والقوات الروسية تتقاسم معها السيطرة في المحافظة، إذ تسيطر الميليشيات الإيرانية على مدينة البوكمال، وميليشيا زينبيون ولواء القدس على مدينة الميادين، في حين تسيطر القوات الروسية وميليشيا حزب الله على مدينة دير الزور، بينما قوات النظام السوري تتواجد مناطق الميليشيات الإيرانية والروسية وتأتمر بإمرتها.