قالت المتحدثة الإقليمية باسم وزارة الخارجية الأمريكية ” إريكا تشوسانو”، إن معركة بلادها ضد تنظيم “داعش” ستبقى مستمرة في سوريا، وأن الهدف هو القضاء على خلاياه النائمة وشبكاته في المناطق المحررة.
وأضافت المتحدثة الأمريكية أنه من المهم إرساء الاستقرار في شمال شرق البلاد، وبذل الجهود الحاسمة لمساعدة السكان على التعافي من احتلال داعش “الوحشي”.
كلام المتحدثة الأمريكية جاء في لقاء خاص مع منصة SY24، عقب الاجتماع الافتراضي لوزراء خارجية المجموعة المصغرة للتحالف الدولي لهزيمة داعش، الذي عقده، الخميس، وزير الخارجية الأمريكي “مايك بومبيو” مع من وزراء الدول الأخرى، إذ تم خلال الاجتماع مناقشة سبل المحافظة على الضغط المستمر على فلول “داعش” في العراق وسوريا، وتعزيز النهج الجماعي لهزيمة طموحات داعش العالمية.
كما تطرقت المتحدثة الأمريكية إلى التواجد الإيراني في سوريا، مشددة على أن أمريكا ملتزمة برؤية كافة العناصر العسكرية الإيرانية والقوات التابعة لإيران تغادر سوريا.
وفيما يأتي نص اللقاء:
سألنا المتحدثة الأمريكية أنه على الرغم من مضي أكثر من عام على هزيمة داعش، واسر المئات من مقاتليه نلاحظ أن هناك ارتباك في تعامل التحالف الدولي حيال هؤلاء الأسرى وعائلاتهم، بل تتعرض تلك العائلات لظروف معيشية قاسية وبشكل خاص في مخيم الهول الذي يحتجز نساء داعش، ما هي رؤية التحالف لهذا الملف المتشابك والهام؟ فأجابت:
إن الوضع في مخيم الهول ومخيمات النازحين الأخرى في شمال شرق سوريا أشبه بمأساة مروعة سببها تنظيم داعش والنظام السوري، وقد انعكس ذلك بمعاناة غير ضرورية للنازحين والضعفاء بشكل غير اعتيادي والذين لديهم احتياجات صحية وغذائية ونفسية خاصة، ونحث كافة أطراف النزاع السوري على ضمان وصول موارد كافية إلى هؤلاء السكان.
لقد عزز شركاء الحكومة الأمريكية ووكالات الإغاثة الأخرى من جهود الاستجابة ويوفرون لسكان المخيمات المساعدات الطارئة في مجال الصحة والمياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية، بالإضافة إلى الغذاء والإغاثات الأخرى، ولكن ثمة حاجة إلى المزيد من العمل.
لقد عرقلت روسيا وصول المساعدات الإنسانية إلى شمال البلاد في الأمم المتحدة، مما يشكل خطرا على الجهود الدولية الرامية إلى مساعدة المجتمعات السورية والفئات الضعيفة الأخرى للتعافي من المصيبة التي أنزلها عليها “داعش”، وهذا بدوره يشكل خطر زعزعة استقرار المنطقة بأسرها، لذا ندعو نظام الأسد وروسيا إلى إعادة إتاحة وصول المساعدات الإنسانية بشكل منتظم إلى كافة السكان في سوريا.
وطرحنا على المتحدثة الأمريكية سؤال حول التحالف الدولي الذي يكرر كثيرا في خطاباته أن شركائه المحليين “قسد” كانوا عونا له في هزيمة “داعش”، لكن هؤلاء الشركاء يؤرقهم دائما عوامل الاستمرار وتوفرها، ولذلك يعانون من أمرين الأول تواصلهم مع أطراف تقف في الطرف الآخر للرؤية الأمريكية في سوريا وتمثلها روسيا والنظام السوري، والأمر الثاني عدم تقبل المجتمع المحلي لسلطة قسد في مناطق شرق الفرات، وبات ذلك المجتمع يسهل تحرك “داعش” للانتقام من “قسد”، فما هي الخطوات التي يعمل عليها التحالف لتأمين الاستقرار بكل جوانبه للمنطقة بعد الانتهاء من الاعمال العسكرية بنسبة كبيرة؟ فأجابت:
نواصل بذل جهود إرساء الاستقرار وتقديم مساعدات التعافي المبكر بشكل هادف على الرغم من البيئة الأمنية الصعبة، وذلك بغية تعزيز مكاسب التحالف الدولي العسكرية وتمكين السلطات المحلية من تجنب إعادة ظهور “داعش”.
يواصل عدد كبير من شركائنا السوريين في مجال إرساء الاستقرار في شمال شرق البلاد بذل جهودهم الحاسمة وسنواصل العمل معهم لمساعدة السكان على التعافي من احتلال “داعش” الوحشي.
ليس للولايات المتحدة سوى مبدأ واحد في ما يتعلق بمستقبل سوريا وعند التعامل مع مجموعات المعارضة السورية كافة، بما فيها قوات سوريا الديمقراطية والإدارة المحلية في شمال شرق البلاد، ويتمثل هذا المبدأ في ضرورة دعمها لعملية جنيف المنصوص عليها في قرار مجلس الأمن رقم 2254 والتي تطالب بدستور جديد وانتخابات حرة وعادلة بإدارة الأمم المتحدة.
وفي رد منها على سؤال حول الجهود المبذولة للتخفيف من الآثار الاجتماعية السلبية الكبيرة التي خلفها تنظيم داعش في المنطقة الشرقية سواء على الأطفال أو النساء، قالت:
كانت الولايات المتحدة أكبر جهة مانحة لمساعدات إرساء الاستقرار في شمال شرق سوريا، وقد قدمت أكثر من 200 مليون دولار من التمويل منذ أواخر العام 2016 لبرامج إرساء الاستقرار والتعافي المبكر.
وأعلن الرئيس ترامب أيضا في تشرين الأول الماضي عن منح تمويل جديد بقيمة 50 مليون دولار لمواصلة جهود إرساء الاستقرار هذه، وسيوفر هذا التمويل المساعدات المالية الطارئة إلى المدافعين السوريين عن حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وجهود المصالحة التي تدعم ضحايا الأقليات الإثنية والدينية لهذا الصراع بشكل مباشر.
وتشتمل الاحتياجات الملحة الأخرى على توفير المياه والصرف الصحي والنظافة الشخصية بشكل مناسب، وكذلك الخدمات الخاصة، لا سيما للفئات الضعيفة على غرار النساء الحوامل والأطفال والشيوخ وأصحاب الاحتياجات الخاصة.
إن وصول المساعدات أمر حاسم لضمان تمكن المجتمع الدولي من تقديم الدعم للمجتمعات السورية المحتاجة بشكل فعال، بما فيها تلك التي تتعافى من المصيبة التي تسبب بها تنظيم “داعش”.
وسألنا المتحدثة الأمريكية عن كيفية تعامل دول التحالف مع المكون العربي الموجود في شمال شرق سورية في مشاريع دعم الاستقرار فأجابت:
تبقى الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة الجائعين والنازحين واليتامى ومن لا صوت لهم لتلقي المساعدات الإنسانية الضرورية ليبقوا على قيد الحياة بغض النظر عن المكان الذي يعيشون فيه، ونبقى ملتزمين بدعم جهود إرساء الاستقرار والمساعدات الإنسانية المتواصلة في شمال شرق سوريا.
يواصل عدد كبير من شركائنا السوريين في مجال إرساء الاستقرار في شمال شرق البلاد بذل جهودهم الحاسمة وسنواصل العمل معهم لمساعدة السكان على التعافي من احتلال “داعش”.
وعن الخطوات القادمة التي سيقوم بها التحالف لمحاربة الخلايا النائمة في منطقة الجزيرة السورية؟ قالت:
تتواصل معركتنا ضد تنظيم “داعش” وستظل مستمرة على المدى المنظور، وهذا ما قاله الوزير بومبيو في الاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة داعش بتاريخ 4 حزيران/يونيو 2020.
علينا أن نواصل التخلص من خلايا “داعش” وشبكاته وتوفير مساعدات إرساء الاستقرار في المناطق المحررة.
تتولى الولايات المتحدة قيادة مهمتنا المشتركة كونها العصب العسكري لجهد التحالف الدولي لهزيمة داعش، وقد تعهدت العام الماضي بمئة مليون دولار لبرنامج إرساء الاستقرار الرئيسي الذي يطبقه التحالف في المناطق المحررة، وستدعم هذه الأموال عملنا مع الشركاء المحليين لملاحقة خلايا تنظيم داعش وشبكاته في كل من سوريا والعراق.
وفي ختام اللقاء سألنا المتحدثة الأمريكية أن التواجد الايراني في المنطقة ربما يمكن استثماره من قبل الطرفين “ايران وداعش” وانشاء تحالف الضرورة بينهما، فما هي رؤية التحالف للتواجد الإيراني خاصة أن السوريين يرون أن مسألة اخراج إيران من سوريا قد تأخذ وقت طويل في ظل النفس الطويل الذي تتعامل به الإدارة الأمريكية مع الملف السوري؟ فكان جوابها:
لقد ارتكب النظام السوري وحلفاؤه الروس والإيرانيون أعمال عنف مروعة وانتهاكات لحقوق الإنسان يصل بعضها إلى مصاف جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
إن الولايات المتحدة ملتزمة برؤية كافة العناصر العسكرية الإيرانية والقوات التابعة لإيران تغادر سوريا، فالأعمال التي يقوم بها الحرس الثوري الإيراني وحزب الله والقوات الأخرى التابعة لإيران تحول دون وقف إطلاق النار وتزيد من معاناة الشعب السوري.
وسنواصل استراتيجيتنا القاضية بفرض أقصى قدر ممكن من الضغط الاقتصادي والعزلة الدبلوماسية لإجبار النظام الإيراني على التوقف عن تمويل الإرهاب.