دارت اشتباكات عنيفة استخدمت فيها الرشاشات الثقيلة، بين ميليشيا “حزب الله” اللبنانية وميليشيا “الدفاع الوطني” الموالية للنظام، وذلك في القلمون الغربي بريف دمشق الذي تستخدمه ميليشيات إيران لتهريب شحنات المخدرات.
وقال مراسلنا في ريف دمشق، إن “عنصر من حزب الله يدعى (علي مصطفى) قُتل، وأُصيب أربعة آخرين، فيما جرح العديد من عناصر الدفاع الوطني، خلال الاشتباكات التي وقعت قبل أيام على حاجز (العقبة) الواقع بين بلدة فليطة وجرودها”.
وأكد أن “الاشتباكات امتدت من منطقة الحاجز التابع لميليشيا الدفاع الوطني إلى أطراف بلدة فليطة الخاضعة لسيطرة ميليشيا حزب الله، الأمر الذي دفع الثانية إلى إرسال تعزيزات عسكرية إلى طريق العقبة، خوفاً من تجدد الاشتباكات كون التوتر الأمني لا زال مستمرا في المنطقة”.
وعن أسباب الخلاف الذي تطور إلى مواجهات مباشرة، أفاد المراسل بأن “القتال بين ميليشيا حزب الله وميليشيا الدفاع الوطني وقع بسبب رفض الأولى تسليم المبلغ المالي المتفق عليه مع قيادة الثانية، مقابل السماح لشحنات المخدرات والحشيش بالعبور من مناطق سيطرتها وتأمين الحافلات في العديد من قرى القلمون الغربي”.
وليست المرة الأولى التي تشهد فيها المنطقة اشتباكات بين حزب الله والدفاع الوطني، حيث يتجدد الخلاف بينهما بشكل متكرر، كونهما يعملان معا في تهريب المخدرات من لبنان إلى العديد من المحافظات السورية عبر منطقة القلمون الغربي.
وفي 27 مايو الماضي، أعلن الجيش الأردني، أنه تمكن من إفشال محاولة تهريب شحنة مخدرات إلى الأراضي الأردنية قادمة من مناطق النظام السوري، مؤكدا أنه “تم ضبط 140 كف حشيش بعد تفتيش المنطقة”.
وقبل أيام من الحادثة، ضبط تجمع “قوات الشهيد أحمد العبدو” التابع للجيش السوري الحر، خلية تعمل لصالح النظام السوري وميليشيات إيران في البادية السورية، وكان بحوزتها أسلحة وذخائر وشحنة من الحبوب المخدرة.
كما ضبط “جيش مغاوير الثورة” التابع للمعارضة السورية، في وقت سابق، عشرات الشاحنات المحملة بالمخدرات، وكان آخرها شحنة مؤلفة من مليون حبة مخدر.
وأكدت مصادر خاصة لـ SY24 في وقت سابق، أن “ميليشيا حزب الله تعمل على تهريب المخدرات من سوريا إلى العديد من الدول العربية، عبر الأراضي الأردنية، وذلك بالتنسيق مع الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام السوري”.
يشار إلى أن الفرقة الرابعة التي تعتبر من أقوى وأكبر الفرق العسكرية في جيش النظام السوري، يقودها ماهر الأسد شقيق بشار، وعُرفت بولائها للحرس الثوري الإيراني، ومتورطة بتنفيذ العديد من عمليات تهريب المخدرات بالتعاون مع “حزب الله” اللبناني.
وتوفر ميليشيا “حزب الله” اللبناني ملايين الدولارات شهرياً، عن طريق تجارة المخدرات في سوريا، وذلك عبر ترويجها عن طريق تجار محليين أو تهريبها باتجاه الأردن بواسطة الفرقة الرابعة الموالية لإيران والتي تتواجد في معبر نصيب جنوب سوريا.