العديد من الشركات الكبرى والمتوسطة حول العالم باتت مستعدة بشكل واضح إلى إتخاذ خطوات جريئة في عالم ريادة الأعمال، في ظل إنتشار أزمة “كورونا” حول العالم في الثلاث أشهر الماضية.
فقد بات جلياً أن الشركات الكبرى قد تضررت بشكل واضح جراء الجائحة العالمية، وباتت تبحث عن أساليب أبسط وأسهل للعمل، تضمن من خلالها استمرار أرباحها والاستفادة من الموارد المتاحة والآنية، بهدف تأسيس أنشطة متنوعة جديدة تناسب المرحلة الحالية في ظل التحولات العالمية، دون الحاجة إلى الاستغناء عن كوادر الشركات والاستفادة منهم بطرق مختلفة وجديدة.
وهنا ظهرت أهمية الحلول الرقمية والسحابية، والتي تضمن سير العمل عن بعد، وتزيد من التعاون بين الفرق المتعددة، وتعتبر منصة “وركيوم” من أبرز هذه المنصات عربياً.
وفتحت منصة “وركيوم” الرقمية، المجال أمام كبرى الشركات العربية الناشئة منها والمتوسطة للتحول الرقمي (والاستفادة من كل مزايا هذا التحول ومنها العمل عن بعد)، فالمنصة الجديدة تقدم حلولاً سهلة وقياسية لإدارة الأعمال ضمن الشركات والمؤسسات، بغض النظر عن حجم الشركة، فسواءً كانت شركتك صغيرة ويعمل بها بضع موظفين، أو شركة كبرى يعمل بها آلاف العمال والكوادر الإدارية، ستساعدك المنصة على إدارة شركتك ببضع خطوات بسيطة للحصول على نظم إدارية وبيانية يومية لإدارة الأعمال مهما كانت بشكل يومي وسريع.
وتعتبر المنصة الجديدة بمثابة ثورة رقمية في عالم التطبيقات والاتصالات العالمية، ليس لكونها نظام عمل إداري شامل فحسب، بل لإمكانية المنصة الوصول والترابط مع المنصات والتطبيقات الرقمية الأخرى ودمجها في نُظم العمل اليومية، مثل: السوشيال ميديا، والتطبيقات الإدارية مثل جوجل وجوجل درايف، وسترايب وغيرها الكثير.
وأسست المنصة من قبل مجموعة من المهندسين السوريين المقيمين في شتى دول العالم الذين لم تمنعهم حالة اللجوء والأوضاع السياسية في بلادهم من الإبداع وتقديم كل ما هو جديد ومواكب للثورة الرقمية التي نعيشها هذه الأيام.
وقال الدكتور “سنان حتاحت” وهو أحد مؤسسي تطبيق “وركيوم”، في تصريح خاص لمنصة SY24، إنه “لدى كل منا كشركاء مؤسسين تجربة خاصة قادتنا إلى نفس النتيجة قبل أن نتعرف على بعضنا، فالتقينا واجتمعت جهودنا لبناء وركيوم، حيث تتمحور هذه التجارب حول ما شهدناه من تعثر الشركات في مسعاها للتحول الرقمي”.
وأضاف أنه “رغم التطور التقني الكبير الذي تحقق في العقدين الماضيين، إلا أن مدى تبني الشركات للحلول والتطبيقات البرمجية بقي محدوداً ومقتصراً على استخدام بعض البرامج المكتبية كمحرر النصوص والجداول والإيميل، ووجود قصور كبير في أتمتة الإجراءات الإدارية أو التنظيمية، وفي المقابل أدتّ ثورة الاتصالات إلى نشوء نمط جديد من الأعمال، و خلق أطباع استهلاكية جديدة مما زاد من حاجة هذه الشركات إلى سرعة التحول الرقمي لتلبية تطلعات عملائهم ومواكبة منافسيهم المحليين أو الدوليين”.
وتابع قائلاً: “هكذا بزغت فكرة وركيوم كمنصة سحابية مليئة بالتطبيقات الإدارية، حيث ينتمي وركيوم إلى عائلة البرامج المقدمة كخدمة SAAS، وهي برامج إدارية متاحة للجميع، لا تطلب تنصيب أو تدريب ولا يترتب عليها كلفة إضافية لصيانتها، بل مجرد اشتراك دوري يتناسب مع حجم الاستخدام أو حجم الفريق”.
وأكد أن “هدف المنصة اليوم تقديم حلول متقدمة ومتكاملة تمكن الشركات من إتمام عملية التحول الرقمي بسلاسة وبسرعة وبأقل الجهود، ومن ذلك خلال دمج ثلاثة مزايا أصيلة لم تجتمع في الحلول المتاحة الأخرى، كإدارة البيانات، وأتمتة الإجراءات الإدارية، وإتاحة التواصل والتعاون مع المستخدمين الآخرين من خلاله”.
وفي ظل التطورات الحالية لم تعد مزايا التحول الرقمي مجرد مقالات أو تقارير صحفية في الصحف بل أصبحت واقعاً مهماً، وتسعى معظم الشركات العالمية وحتى وسائل الإعلام للاستفادة من هذه التطبيقات، يشرح “سنان حتاحت” عن أهمية التحول الرقمي في العالم، ولماذا على الشركات العربية القيام به: “يتعدى التحوّل الرقمي مجرد تداول البيانات والمعلومات بشكلها الرقمي، بل تحتوي أيضاً على أتمتة الإجراءات الإدارية والتنظيمية، كمتابعة المهام وتذكير المسؤولين عنها بوقت تنفيذها، أو خلق طلب مشتريات تلقائي عند اجتماع شروط معينة كنقص في المخزون أو وصول دفعة مالية من العميل أو غيرها، وتكمن فائدة هذه الأتمتة في تلافي الأخطاء البشرية وتوفير الوقت والمال، ويضاف إلى ذلك أيضاً، توحيد قنوات التواصل بين الموظفين في مكان واحد منعاً للتشتيت أو ضياع المعلومة بالإضافة إلى تشكيل أرشيف، وهذا مهم جداً في عصرنا اليوم لازدحام الفضاء العام ببرامج التواصل المختلفة، وعلى الشركات العربية سرعة التأقلم مع متطلبات العصر الجديد لاستمرار قدرتها على التنافس مع البدائل العالمية بالإضافة إلى مواكبة عادات المستهلكين الجدد الذي بات الانترنت جزءاً من سلوكهم وتفاعلهم مع السوق والآخرين بشكل عام.”
أما إن كان هناك تطبيقات أو برامج أخرى تعمل عليها الشركات الناشئة والمتوسطة بعمليات التحول الرقمي في العالم ذكر “حتاحت”، أن “هناك مجموعة من البرامج المتوفرة في السوق، وعادة ما تبدأ الشركات ببرنامج إكسل، وهو بداية جيدة ومرنة لبناء قاعدة بيانات أولية، ولكنه يفتقر إلى التفاعل وقدرته على النمو محدودة، كما أنه لا يمنع المستخدمين من إدخال بيانات خاطئة، وكخطوة لاحقة تعتمد الشركات إلى استخدام حلول تواصل مثل سلاك، وحلول إدارة مشاريع ومهام مثل تريلو، وحلول مختصة للمبيعات أو التسويق قد يبدو في البداية أن اعتناق عدة برامج فكرة صائبة ولكنه سريعاً ما يصطدم مع تكوّن العديد من المعلومات المنفصلة عن بعضها، وتولد حاجة جديدة لربط وتكامل المعلومات بين مختلف المنصات التي تمتلكها وتديرها الشركة. يوجد اليوم جيل جديد من البرامج السحابية التي تسمح باستضافة معظم هذه الحلول وتكاملها في مكان واحد كموندي، وإيرتيبل، وكليك أب، وكذلك وركيوم.”