تشهد مناطق سيطرة النظام السوري تسارعا ملحوظا في ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا، وسط عجز النظام عن اتخاذ التدابير الصحية اللازمة لمنع تفشي الفيروس.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام، اليوم الإثنين، عن تسجيل 23 إصابة جديدة بفيروس كورونا ما يرفع عدد الإصابات المسجلة في البلاد إلى 417 إصابة، مشيرة إلى ارتفاع عدد الوفيات بالفيروس إلى 13 حالة، في حين أن عدد حالات الشفاء وصل إلى 136 حالة.
وفي السياق ذاته أفاد مراسلنا في درعا بتسجيل 6 حالات إصابة بفيروس كورونا بين أفراد الهلال الأحمر السوري، مشيرا إلى أن أحد كوادر الهلال الأحمر في حي المطار بمركز المدينة بمحافظة درعا، أصيب بالعدوى أثناء تواجده في دمشق، ولدى عودته إلى عمله نقل العدوى لـ 25 من العاملين معه.
ونقل المراسل عن رئيس فرع الهلال الأحمر بدرعا الدكتور “أحمد مسالمة”، قوله “ظهور نتائج تحليل المسحات بالنسبة لمخالطين الشاب المصاب ومعظم النتائج سلبية باستثناء 6 كانت نتيجتهم إيجابية وهم بحالة صحية جيدة وتم تحويلهم إلى مراكز العزل واتباع الإجراءات الصحية اللازمة مهم”.
وأشار مراسلنا إلى أن هذه الأخبار سببت قلقا متزايدا بين الأهالي في عموم محافظة درعا، وسط المخاوف من تفشي العدوى، خاصة وأن الأنباء تتحدث أيضا عن إصابة شاب في بلدة بصرى الشام بالفيروس بعد عودته من لبنان، وقد تم نقله إلى مركز الحجر الصحي في إزرع.
ونقل مراسلنا شكاوى الأهالي من ارتفاع أسعار المواد الخاصة بالوقاية من فيروس كورونا بشكل جنوني، وأهمها المعقمات والكمامات الطبية.
وأضاف أن سعر ليتر الكحول وصل إلى 10 آلاف ليرة سورية تقريبا، بينما تراوح سعر الكمامة الواحدة بين 1000 و1500 ليرة سورية، في حين وصل سعر القفازات الطبية إلى 500 ليرة سورية للزوج الواحد علما أنه استعمالهم لمرة واحدة فقط.
كما نقل مراسلنا شكاوى السكان من الإجراءات الحكومية التي وصفوها بـ “الفاشلة”، مشيرين إلى أن كل شخص يشك بأنه يحمل الفيروس فإن إجراء مسحة له يحتاج لـ “واسطة”.
وأضاف مراسلنا أنه مما زاد الطين بلة هو أن الكمامات والمعقمات داخل الحجر الصحي ليست بالمجان ويتطلب من المصاب أو المحجور عليه دفع ثمنها أيضا.
وبالتوجه إلى ريف دمشق، فقد سجلت بلدة عين ترما في غوطة دمشق الشرقية خلال اليومين الماضيين إصابات جديدة بفيروس كورونا المستجد.
وقال مراسل SY24 في الغوطة الشرقية، إن مديرية الصحة بالتنسيق مع الهلال الأحمر قاموا بنقل عائلة كاملة في بلدة عين ترما بعد التأكد من إصابة رب العائلة بالفيروس.
وأشار المراسل إلى أن رب العائلة من آل ” البني” يعمل في دمشق وعاد قبل يومين من عمله وعليه أعراض ارتفاع بدرجات الحرارة مع إسهال شديد نقل على إثرها للنقطة الطبية في البلدة لإجراء التحاليل اللازمة.
وأكد المراسل أنه بعد أخذ عينات منه وصلت النتيجة ليلة أمس بأنها ” إيجابية ” وقاموا صباح اليوم لنقل العائلة إلى أحد مشافي دمشق للحجر الصحي.
وذكر المراسل أن الفرق الإسعافية قاموا بتعقيم البناء بالكامل مع الأبنية المجاورة وأخذ مسحات كاملة لجميع قاطني المنطقة للتأكد من عدم إصابتهم بالفيروس، مع التواصل مع جميع مخالطين العائلة لنقلهم للمشفى لإجراء الفحوصات اللازمة لهم.
وشهدت البلدة حالة هلع كبيرة وخوف شديد لدى الأهالي بعد تزايد أعداد المصابين بالفيروس داخل البلدة بشكل متكرر خلال الأشهر الفائتة.
يشار إلى أنه منتصف حزيران الماضي، أعلنت وزارة الصحة التابعة للنظام، عن إخضاع بلدة جديدة الفضل بمحافظة ريف دمشق والتي تتبع إداريا لمحافظة القنيطرة، للحجر الصحي بعد تسجيل عدة إصابات بفيروس كورونا فيها، مشيرة إلى أن هذا الإجراء يأتي منعاً لانتشار الفيروس وحفاظاً على الصحة العامة وسلامة المواطنين.
وعقب ذلك بدأ النظام السوري بنشر قوات الأمن وعناصر المخابرات في البلدة، وذلك منعا لدخول وخروج الأهالي منها بعد فرض الحجر الصحي عليها من قبل وزارة الصحة التابع له، عقب تسجيل عدد من الإصابات بفيروس كورونا فيها.
وفي 27 حزيران الماضي، حذرت منظمة الصحة العالمية من خطورة استفحال فيروس “كورونا” في مناطق سيطرة النظام السوري، لافتة إلى عدم تأكدها من عدد الإصابات الحقيقي في سوريا.
يذكر أن أول إصابة بفيروس كورونا في مناطق سيطرة النظام السوري، كانت في 22 آذار الفائت لشخص قالت وزارة الصحة وقتها إنه لشخص قادم من خارج البلاد، في حين تم تسجيل أول حالة وفاة في 29 من الشهر ذاته.