أثارت الزيارة التي أجراها “زياد أبو عمرو” مبعوث رئيس السلطة الفلسطينية “محمد عباس” إلى “مقبرة الشهداء” في مخيم اليرموك جنوبي العاصمة، رافقه في تلك الزيارة رئيس الدائرة السياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية “أنور عبد الهادي” المقيم في دمشق، ردود فعل غاضبة بين سكان المخيم الذين هجرهم وشردهم النظام السوري.
وأعرب الكثير من المهجرين والنازحين من المخيم، عن سخطهم الشديد من الزيارة التي أجراها المسؤول الفلسطيني، مشيرين إلى أنه كان من الأولى متابعة أوضاع من تم تهجيرهم وتجري الآن محاولات الاستيلاء على ممتلكاتهم وعقاراتهم بل والاستيلاء على المخيم بأكمله من قبل النظام السوري.
وتساءل كثيرون هل بالفعل قام المسؤول الفلسطيني بالتطرق لموضوع المخطط التنظيمي الجديد، الذي يتيح للنظام السوري وأعوانه بوضع يده عليه؟
وحول ذلك قال مسؤول الإعلام في المجموعة “فايز أبو عيد” لـSY24، إن “أبو عمرو زار مقبرة الشهداء في مخيم اليرموك لزيارة الأموات متناسياً الأحياء الذين مضى على تهجيرهم وتشريدهم قرابة 9 سنوات ذاقوا خلالها لوعة الفقد ومرارة الحرمان”.
من جانبه أنتقد أحد الأهالي، حسب ما نقل لنا “أبو عيد”، طريقة تعاطي السلطة الفلسطينية وباقي الفصائل مع ملف مخيم اليرموك الذي يعتبر عاصمة الشتات الفلسطيني وأحد أكبر الخزانات البشرية التي رفدت الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها، مستغرباً حجم الاستهتار بمعاناة أهالي المخيم المستباحة بيوتهم ليل نهار لكتائب التعفيش التي لم تترك شيء دون أن تنال منه أيديهم الملطخة بدماء أبناء المخيم.
وأضاف “أبو عيد” أن “زيارة مبعوث السلطة الفلسطينية إلى دمشق ناقشت الوضع الفلسطيني، واستمرار العدوان الإسرائيلي الأمريكي على القضية الفلسطينية، والرفض الفلسطيني المطلق لـ “صفقة القرن” ومخططات الضم الإسرائيلية، ولم يتطرق خلال الاجتماع بحسب التسريبات التي وصلت إلينا أي ذكر لمخيم اليرموك والمخطط التنظيمي الجديد”.
وأشار إلى أن “أبو عمرو شدد في مقابلته مع بعض الفصائل الفلسطينية في دمشق، على ضرورة التنسيق مع الحكومة السورية لإيجاد حل مناسب لعودة أهالي مخيم اليرموك إليه وإعادة إعماره”.
وأمس الثلاثاء، أعرب عدد من اللاجئين الفلسطينيين السوريين المعارضين للنظام السوري، عن صدمتهم من الرسالة التي نقلها مسؤول فلسطيني عن الرئيس “محمود عباس” إلى رأس النظام السوري “بشار الأسد”، واصفا فيه الأخير بأنه “أخيه”، في حين يعمل “الأسد” على تشريدهم ومنعهم من العودة إلى مناطقهم في مخيم اليرموك وغيره جنوبي دمشق.
ونقل نائب رئيس مجلس الوزراء الفلسطيني “زياد أبو عمرو”، الذي وصل العاصمة دمشق قبل يومين، رسالة من رئيس السلطة الفلسطينية، وقال في تصريحات صحفية وكان بجانبه نائب وزير خارجية النظام “فيصل المقداد”.
وأواخر حزيران الماضي، أعلنت حكومة النظام السوري عن وضعها يدها وبشكل صريح على أملاك وعقارات المدنيين في منطقتي “مخيم اليرموك” و “القابون السكني”، معلنة عن طرح مخططات تنظيمية جديدة لتلك المناطق، ومدعية أنها تنوي البدء بإعادة تأهيل تلك المناطق وإعمارها من جديد، الأمر الذي حذر منه حقوقيون ومراقبون.