كشفت حكومة النظام السوري عن نيتها تغير معالم حديقة “الصوفانية” الأثرية وسط العاصمة دمشق، وتحويلها إلى مرآب للسيارات ومواقع تجارية وترفيهية.
وأعلنت محافظة دمشق التابعة للنظام عن رغبتها بإنشاء واستثمار مرآب طابقي للسيارات تحت حديقة الصوفانية في باب توما لمدة 25 عاماً.
وحسب ما تخطط له حكومة النظام فإن المرآب سيتكون من أربعة طوابق تحت الحديقة، ثلاثة منها تستخدم لمرآب يتسع لألف سيارة بينما الطابق الرابع يستخدم كمواقع خدمية وتجارية وترفيهية.
وتخطط حكومة النظام لهذا الأمر منذ العام 2018، وتنوي تسليمه لأحد المتعهدين دون أي تفاصيل عن الجهة المستثمرة لهذا الموقع الأثري، رغم اعتراض الأهالي على أي تغيير في معالم الحديقة الأثرية.
وفي العام 2007، رفع سكان حي “الصوفانية” عدة شكاوى لحكومة النظام وللجهات المعنية للتحرك السريع للعمل على إنقاذ حديقة الصوفانية التاريخية من الاجتثاث، معربين عن خشيتهم وقتها من تسليم الحديقة إلى أحد المتعهدين لإقامة مرآب للسيارات، وسط مخاوفهم أيضا من إمكانية بيعها لتشييد بناء ضخم وإقامة سوق تجاري كبير عليها، إلا أن شكواهم لم تلق أي آذان صاغية.
وتعليقا على ذلك قال المحامي “نبيه الكيلاني” لـ SY24، إن “هناك حقيقة ثابتة تفيد بأن ما بني على باطل فهو باطل وهذا الذي ذكرته نظام ليس لديه أي شرعية من أصل وجوده وليس فاقد للشرعية كما يردد مجلس التآمر الدولي، يعني عصابة اغتصبت سورية ومقدراتها ودمرت كل شيء جميل فيها”.
وأضاف “حتى ما أسموه دستور البلاد المستفتى عليه عام 1973 زمن رأس النظام الأكبر حافظ لا يمكن القبول به، فقد تم إقراره من قبل عصابة الحزب الواحد الذي صادر الحريات والحقوق وبات السوري بدون هوية أو حتى جنسية قد تحظى باحترام الغير “.
وتابع أن “حديقة الصوفانية لو رجعت لأصل ملكيتها هي أرض وقف إسلامي لا يمكن البناء عليها إلا لذات الصفة وقف إسلامي، وهي إحدى رئات دمشق ونهر بردى يغذي شرايينها بالحياة، وما يجري هو إعدام دمشق بيد الهمج القتلة الدخلاء على سورية وأهلها الطيبين”.
وقال أيضا “هذه هي الحقيقة ليس هناك حكومة ليس هناك نظام ليس هناك قضاء شرعي، كله في خدمة زعماء العصابة المغتصبة لكل السلطات”.
ويعد حي “الصوفانية” من الأحياء الدمشقية القديمة، الذي يقع في منطقة القصاع وبالقرب من منطقتي “الشيخ رسلان” و”باب توما”، ويعود تاريخها للعهد الأموي، ومن أبرز معالم الحي “حديقة الصوفانية” الأثرية.
ويسعى النظام بشكل مستمر لتغيير طبيعة المعالم التراثية والأثرية وسط دمشق، وآخرها كان الإعلان عن تأجير “محطة الحجاز” التاريخية لإحدى الشركات الخاصة دون الإفصاح عن اسمها، وذلك لمدة 45 سنة.
وفي تشرين الثاني 2019، منحت حكومة النظام الحق لإحدى الشركات دون الإفصاح عن هوية هذه الشركة، الحق في تحويل العقار المشاد عليه مقهى الحجاز ومحطة الحجاز والمحلات القديمة في قلب العاصمة دمشق، إلى مجمع سياحي وفندق خمس نجوم.
يذكر أنه في تموز 2019، ضج الشارع الدمشقي في وجه حكومة نظام الأسد، عقب تداول أنباء تفيد بنيتها تحويل “التكية السليمانية” وما حولها إلى ساحة مطاعم ومحلات لبيع الشاورما والبوظة، إضافة لمشاريع استثمارية أخرى في هذه المنطقة الأثرية.
وأطلق عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي حينها، هاشتاغ بعنوان “التكية السليمانية في خطر .. دمشق لن تغفر لكم”، لتسليط الضوء على الانتهاكات التي تنوي حكومة النظام ارتكابها بحق هذا المعلم الأثري الهام.