تعاني عموم من مناطق الشمال السوري من غياب أي مظهر من مظاهر عيد الأضحى المبارك، وخاصة فيما يتعلق بذبح الأضاحي هذا العام، وفي حال كانت حاضرة فإن لهيب الأسعار وتردي الوضع المعيشي يجعل الأهالي يفكرون فقط بالأساسيات لمعيشتهم.
ومن أبرز ما يلفت الانتباه هو ارتفاع أسعار الأضاحي هذا العام، في حين تشير المصادر إلى عكوف الناس عن شرائها بسبب الظروف الاقتصادية.
وفي هذا الصدد قال مراسلنا في إدلب إن سعر الأضحية بالكيلو تراوح سعرها بين 7500 و8300 ليرة سورية، مضيفا أن سعر الأضحية النظامية يصل إلى حدود 210 دولار.
وأشار مراسلنا إلى أنه ورغم حضور مظاهر العيد والتحضيرات له، إلا أن عموم سكان الشمال لا يقبلون على الأسواق بسبب ضيق الحال وانعدام الدخل وعدم توفر السيولة المادية لديهم.
ولا يختلف الحال بالنسبة لسكان مدينة عين العرب/كوباني شرقي حلب، حيث أفادت المصادر أن 5% فقط من سكان المدينة باستطاعتهم ذبح الأضاحي مع حلول عيد الأضحى المبارك، لافتين إلى وصول سعر الأضحية لمبالغ خيالية تفوق قدرة باقي السكان على شرائها.
وقال الناشط الإعلامي وابن مدينة عين العرب “آزاد صالح أوسي” لـ SY24، إن “سعر الأضحية اليوم داخل المدينة وصل إلى حدود 800 ألف ليرة سورية، والسبب تراجع قيمة الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية”.
وأضاف “أوسي” أن “هذه السنة مختلفة جدا عن السنوات الماضية بالنسبة لشراء الأضاحي وذبحها، فالناس همها تأمين لقمة العيش ومصاريف الحياة اليومية، في حين لا قدرة لها على شراء الأضحية”.
وأوضح أن “الموظفين بالمنظمات والذين يقبضون رواتبهم بالدولار بإمكانهم شراء الأضاحي، أما المواطنين العاديين ليس بإمكانهم فعل ذلك، حتى وإن سعر أرخص أضحية 500 ألف ليرة سورية”.
وأشار إلى أن “تلك الأوضاع المادية السيئة انعكست بشكل سلبي على حركة الأسواق وإقبال الناس عليها، التي باتت شبه معدومة”.
ولفت الانتباه إلى أن “مظاهر العيد حاضرة لكن لا يوجد مصروف لدى الأهالي مخصص لشراء حاجيات العيد، فانهيار سعر الليرة السورية وعدم استقرارها كان السبب الرئيس وراء ذلك”.
وقال أيضا إن “الأهالي لا يفكرون بالاحتفال بالعيد خاصة وأن أسعار الملابس أيضا مرتفعة، فسعر (الكنزة) الواحدة 20 ألف ليرة سورية، و(البنطال) 25 ألف ليرة سورية”.
وأوضح مصدرنا أن “سعر صرف الدولار وصل خلال الساعات الماضية إلى ما بين 1800 للشراء و2000 ليرة سورية للمبيع، وهذا بدوره ينعكس على الأسعار والأسواق”.
وباتت حالة الفقر تلقي بظلالها على سكان المدينة، وسط تحكم التجار وبضوء أخضر من ميليشيا “سوريا الديمقراطية” بلقمة عيش المواطنين، وسط غياب الجهات الرقابية والضابطة لهذا الأمر، يضاف إلى ذلك القرارات التي تصدرها تلك الميليشيا بين الحين والآخر على صعيد فرض الضرائب بهدف التضييق على الأهالي وإجبارهم على الخضوع لمطالبها.
كما يعاني السكان في الشمال السوري من غياب أي دور للجهات الإغاثية عن دعمهم، الأمر الذي يزيد من معاناتهم خاصة مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك.