رأى مراقبون أن روسيا تواصل مسلسل “إذلال وإهانة” رأس النظام السوري “بشار الأسد”، من خلال تكليفه بمهمة استقبال “مناديبها” والموفدين الديبلوماسيين رفيعي المستوى التابعين لها.
وأمس الأربعاء، استقبل “بشار الأسد” المبعوث الخاص للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” إلى سوريا “ألكسندر لافرنتييف”، ونائب وزير الخارجية الروسي “سيرغي فيرشينين” والوفد المرافق لهم.
وحضر إلى جانب “بشار الأسد” في استقبال الوفد الروسي الذي غاب عنه “بوتين”، كل من اللواء علي مملوك رئيس مكتب الأمن الوطني، والدكتور أيمن سوسان معاون وزير الخارجية والمغتربين، ولونة الشبل مدير المكتب السياسي والإعلامي لدى “بشار الأسد”، إضافة لسفير روسيا بدمشق.
وتعليقا على ذلك قال الخبير المختص بالشأن الروسي “عبد الفتاح طاحون” لـ SY24، إن “هذا اللقاء يحمل عدة دلالات، من أهمها وجود جهتين روستين مختلفتين في اللقاء هي جهة الوفد القادم من موسكو وهذا أمر طبيعي، أما الجهة الأخرى المتمثلة في (لافرنتييف) مبعوث الرئاسة الروسية في دمشق فهو على الأغلب مقيم في سوريا، ووجوده في اللقاء يحمل صفة الجهة المستقبلة أكثر منها صفة الجهة الزائرة وهذا أمر غير طبيعي بدولة ذات سيادة”.
وأضاف أن “ذلك في حد ذاته يكشف الوضع السياسي الحقيقي لسوريا وسيادتها المنقوصة ويكشف بوضوح الهيمنة والوصاية الروسية على سوريا، سيما أن كبير الوفد الضيف يحمل صفة نائب في الخارجية الروسية ويحتاج الأمر في استقباله إلى رجال من وزارة الخارجية لا تزيد عن صفة وزير الخارجية”.
ورأى أن “وجود الرئيس السوري في استقبال الوفد هو مبالغ فيه بعض الشيء سيما إلى جانب وفد روسي (محلي) في الاستقبال، وكل هذا يؤكد أن سيل الإهانات التي باتت أمر طبيعي ومعتاد في الحالة السورية والتي هي نتاج للأزمة السورية والتدخل الخارجي فيها، واعتماد طلب المساندة من جهات خارجية”.
ولا يعتبر “إذلال” الروس للنظام هو الأول من نوعه، ففي 30 آيار الماضي، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بصورة يظهر فيها “بشار الأسد” وهو يقف باستعداد وإلى جانبه وزير خارجيته “وليد المعلم”، أمام “ألكسندر يفيموف” أثناء تقديم أوراق اعتماده مبعوثا خاصا للرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” في سوريا، حيث أثارت تلك الصورة سخرية كثير من المتابعين الذين أشاروا إلى أن مسلسل إذلال الأسد على يد الأطراف الداعمة له سواء روسيا أو إيران حلقاته لن تنتهي أبدا.
ومن أبرز مشاهد الإذلال هو إرسال “الأسد” بطائرة شحن إلى موسكو ليلتقي “بوتين”، وأيضا إهانة “بوتين” له في قاعدة “حميميم” العسكرية وعلى أرض سوريا حيث تبين أنه كان آخر من يعلم بقدوم الرئيس الروسي إلى تلك القاعدة، إضافة لظهور العلم الروسي فقط في اجتماعات الطرفين وغياب العلم السوري.