اعتبر مدير الشبكة السورية لحقوق الإنسان “فضل عبد الغني”، أن جميع الأطراف الفاعلة في سوريا، أثبتت أنها غير قادرة على إدارة المناطق الخارجة عن سيطرة النظام.
وقال “عبد الغني” في تصريح خاص لمنصة SY24، إن “النظام السوري تفوق على جميع الأطراف بنسبة كبيرة جدا، في عمليات القتل والاعتقال التعسفي التي ترتكب في سوريا، منذ عام 2011، وفي بعض الأشهر تكون الحصيلة متقاربة خاصة عندما تتوقف عمليات القصف، لكنه يوجد فرق شاسع في الحصيلة الكلية، حيث يرتكب يتحمل النظام وروسيا وإيران والميليشيات الموالية لها، مسؤولية 85% من عمليات القتل والاعتقال، بينما تتحمل باقي الأطراف في سوريا مسؤولية 15% منها”.
وأضاف: أنه “للأسف الجهات الأخرى المسيطرة على الأرض استنسخت تجربة النظام السوري بعمليات القتل والاعتقال التعسفي، وأثبتت جميعا أنها غير قادرة على إدارة مناطق خارجة عن سيطرة نظام الأسد، كما لا تتصرف كجهات تحترم القانون وحقوق الإنسان بشكل عام”.
وأكد أن “تنظيم داعش والفصائل الإسلامية وهيئة تحرير الشام وميليشيات قسد والمعارضة المعتدلة، ارتكبت ذات الانتهاكات التي اعتمد عليها النظام السوري في حربه ضد السوريين، من اعتقال واختفاء قسري وقتل، ولا يوجد قضاء ومحاكمة عادلة، ولا حتى مذكرة اعتقال قبل اعتقال أي شخص وإخفائه”، مشيرا إلى أن “قوات سوريا الديمقراطية تقوم بخطف الأطفال وتجنيدهم، وفصائل المعارضة ترتكب انتهاكات أيضا، لكنها لا تقوم باعتقال للأطفال وتجنيدهم”.
وأوضح “فضل” أن “ما يحدث مخيب لآمال الذين خرجوا بالحراك الشعبي، لأنهم خرجوا لتطبيق القانون والحرية والكرامة، بينما يقوم جميع الأطراف بتنفيذ ما يفعله النظام، وإن كان بنسبة قليلة جدا”.
وأصدرت الشبكة السورية أمس الاثنين، تقريرا تحدث عن توثيق ما لا يقل عن 157 حالة اعتقال تعسفي في سوريا، بينهم 13 طفلا و2 سيدة، خلال شهر تموز الماضي، وأكدت أن 69 حالة اعتقال كانت على يد قوات النظام السوري، و61 على يد “قوات سوريا الديمقراطية”، و 18 حالة على يد المعارضة المسلحة و “الجيش الوطني”، و 9 حالات على يد “هيئة تحرير الشام”.
كما وثق تقرير آخر نشرته الشبكة السورية لحقوق الإنسان، الأحد الماضي، مقتل ما لا يقل عن 107 مدنياً بينهم 26 طفلا و11 سيدة، خلال شهر تموز أيضا، وأوضحت أن 21 مدنياً بينهم 4 أطفال قُتلوا على يد النظام السوري، في حين قُتل 7 مدنيين على يد “الجيش الوطني السوري” بينهم 4 أطفال، وسيدتين، كذلك قتلت “هيئة تحرير الشام” مدنيين اثنين، و”قوات سوريا الديموقراطية” 4 مدنيين، و9 سيدات على يد جهات أخرى.
يشار إلى أن النظام السوري قتل واعتقل وشرد ملايين السوريين، منذ عام 2011، بسبب اعتماده على القوة العسكرية في مواجهة الثورة المطالبة برحيله، كما استقدم عددا كبيرا من الميليشيات الأجنبية التي ارتكب فظائع في البلاد خلال السنوات الماضية.