أقدم فتى سوري (14 عاما) على الانتحار، بعد قرار رفض طلب لجوء عائلته في هولندا لوجود بصمة لجوء أخرى في إسبانيا، فقام على إثرها بالانتحار في إحدى معسكرات اللجوء في هولندا.
وتحدثت الصحف الهولندية حسب ما رصدت منصة SY24، عن حادثة انتحار الفتى السوري الذي يدعى “علي الغزاوي” والذي ينحدر من محافظة درعا.
وذكرت المصادر ذاتها أن الفتى السوري حاول الانتحار في العام 2019، إلا أن والده تمكن من منعه من ذلك.
وأشارت المصادر إلى أنه كان يمر بحالة من اليأس بسبب معاناة أسرته المؤلفة من 7 أفراد إضافة له، والتي أجبرت على اللجوء إلى إسبانيا ومن ثم مغادرتها على أمل الحصول على اللجوء في هولندا.
ونقلت المصادر عن والد الفتى السوري قوله إن “ابنه كان يحلم بأن يصبح طبيبا وأن يكمل دراسته في هولندا، لكن بعد عدم قبول طلب لجوئنا انهارت جميع أحلامه ولن يعود بإمكانه أن يصبح طبيبا”.
وأضاف أنه “على الرغم من حصولنا على تصريح إقامة في إسبانيا، إلا أن الإقامة في مدينة مرسية لم تكن صالحة للعيش، حتى أننا اضطررنا للمبيت في غرفة واحدة من دون نوافذ”.
وأشار إلى أن “الشرطة الهولندية رفضت عدة مرات قبول طلب لجوئنا في أراضيها، حتى أنها رفضت استقبال الأطفال وطلبت منّا العودة إلى إسبانيا”.
أما والدة الفتى السوري فقالت إن “ولدي عندما علم بعدم قبولنا في هولندا أصبح لا يأكل ولا يشرب، حتى أنه امتنع عن الحديث مع أي أحد من أفراد أسرته”.
ونددت المصادر الصحفية بإجراءات قبول اللجوء التي تختلف من دولة لأخرى، محذرة من أن الأطفال من أمثال “علي الغزاوي” ليس لديهم منزل آمن في أوروبا ولا بد من السلطات المختصة لفت الانتباه لأوضاعهم ورعايتهم.
وأعرب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي عن تضامنهم مع الفتى السوري، مطالبين السوريين في هولندا بالتعبير للجهات الحكومية المسؤولة عن استيائهم لما حصل وتحميلها مسؤولية انتحار هذا الفتى، ومطالبتهم بتعويضات مالية ترسل لعائلته.
وتعتبر هولندا، وحسب مصادر مهتمة بتوثيق أخبار اللاجئين، من أكثر الدول الأوروبية تشددا في تطبيق اتفاقية “دبلن” التي وقعت عليها 12 دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، والتي تنص على “منع تعدد طلبات اللجوء من الشخص الواحد داخل أوروبا، بحظرها على صاحب الطلب أن يقدم طلبات لجوء في دول أوروبية أخرى أعضاء في اتفاقية دبلن وحصره في دولة واحدة فقط”.