أعلنت شركة “ستروي ترانس غاز” الروسية المستثمرة والمشغلة لمرفأ طرطوس السوري، استعدادها التام لاستقبال السفن التجارية، وتقديم كافة الخدمات اللازمة بالطرق الأفضل والوقت الأسرع، وذلك بعد الخسائر الكبيرة التي لحقت بميناء العاصمة اللبنانية بيروت.
وحاولت الشركة الروسية ترغيب الجهات اللبنانية والدولية بمرفأ طرطوس، مشيرة إلى أن المرفأ يمتاز بموقعه الجغرافي المميز والقريب من العراق والأردن ولبنان، ومساحته البالغة 3000000 متر مربع، وامتلاكه 22 رصيفا، إضافة إلى أن محطة الحاويات تشغل مساحة 25 هكتاراً، وذات قدرة استيعابية تخزينية تصل إلى 12 ألف TEU، ومجهزة لاستيعاب الحاويات المبردة بإمكانية 300 TEU بالوقت نفسه.
وتعليقا على ذلك قال الخبير المختص بالشأن الروسي “عبد الفتاح طاحون” لـSY24، إن “للأمر عدة دلالات أهمها هو غياب دور الدولة السورية وافتقادها لزمام المبادرة، ومن جهة أخرى غياب البديل العربي، فبتضرر ميناء بيروت يفترض أن يكون الاعتماد على ميناء صيدا أو طرابلس، ولكن تركت المبادرة للروس”.
وأضاف أن “الأخطر من بين الدلالات هو خروج المبادرة العربية بالكامل من سواحل الشام الطويلة، فميناء حيفا المحتل إسرائيليا يراد له أن يكون مخرجا للجزيرة العربية إلى الغرب تحديدا لدول الخليج، وميناء طرطوس يراد له أن يكون مخرجا لدول شمال الجزيرة العربية بما فيها العراق وإيران بهيمنة روسيا”.
وتابع قائلا إن “الهيمنة الروسية تتناغم مع الاحتلال الإسرائيلي دون وجود تنافس بينهما أو منازعة في غياب تام للأنظمة العربية وإدارتها، وهذا في حد ذاته بات يفسر بشيخوخة واضمحلال ما نتج سياسيا عن سايكس بيكو ومشاريع الاستقلال العربية، ويدلل على خطورة القادم وعلى ما هي مقبلة المنطقة في قادم الأيام”.
واستملت روسيا مرفأ طرطوس عبر شركة “ستروي ترانس غاز” في تشرين الأول 2019، بموجب عقد استثمار مدته 49 عاماً تم توقيعه مع النظام السوري.
كما تستثمر الشركة الروسية أيضاً معامل “الشركة العامة للأسمدة”، كما صادق برلمان النظام في آذار 2018 على العقد الذي وقعته الشركة الروسية مع “المؤسسة العامة للجيولوجيا والثروة المعدنية” التابعة للنظام ، لاستثمار واستخراج خامات الفوسفات من مناجم الشرقية بتدمر.