منذ اغتيال الشيخ “مطشر حمود الهفل” الذي يعتبر من أبرز شيوخ قبيلة “العكيدات” في محافظة دير الزور، تعمل جميع الأطراف على عقد اجتماعات مع وجهاء العشائر، ويصدر عن كل منها توصيات ومطالب مختلفة.
وقال مراسلنا في دير الزور، إن “اجتماعا للعشائر عقد أمس الأربعاء، في بيت مشيخة البكير في ديوان أمير البكير (أحمد الخبيل)، وذلك في قرية البيضة التابعة لبلدة الصور في ريف دير الزور الشمالي”.
وحضر الاجتماع قرابة 3 آلاف شخص من وجهاء ورؤساء وأبناء عشائر قبيلة العكيدات، والرئيس المشترك لمجلس دير الزور المدني غسان يوسف، بالإضافة إلى وفد من التحالف الدولي لمحاربة داعش، وفقا لمراسلنا.
وأصدرت العشائر بيانا عقب انتهاء الاجتماع، أكدت فيه على ضرورة توحيد الجهود والكلمة “في ظل المنعطف الخطير الذي تمر فيه المنطقة، نتيجة التنافس والصراع على هذه المنطقة الحيوية الهامة على مستوى البلاد كلها”.
وطالب البيان بالعمل على دفع عملية التحول السياسي في سوريا، وإخراج النظام وميليشيات إيران من المنطقة، إضافة إلى تقديم الدعم المالي والمعنوي للمجلس العسكري للحفاظ على الأمن والاستقرار.
كما أوصى البيان بالعمل على معالجة الملف الأمني بشكل فوري وفتح تحقيق بمقتل العديد من شيوخ ووجهاء المنطقة، معتبرا أن التحالف الدولي هو المسؤول عن تحقيق عن هذه المطالب كونه المسؤول الأول عن المنطقة.
وجاء ذلك، بعد يوم واحد لعقد النظام السوري وإيران اجتماع عشائري في ديرالزور، ضم العديد من وجهاء العشائر الموجودين في مناطق النظام، إضافة إلى قياديين في مليشيا لواء القدس وشخصيات من المركز الثقافي الإيراني ومليشيا الحرس الثوري.
وذكرت مصادر خاصة لمنصة SY24، أن الاجتماع أقيم في منزل يسيطر عليه المركز الثقافي الإيراني، وتركز الحديث حول كيفية دعم العشائر في منطقة الجزيرة لطرد ميليشيات قسد، وعودة المنطقة إلى سيطرة النظام.
وأكد مسؤول المركز الثقافي الإيراني “الحاج حسين”، أن “إيران مستعدة لتقديم كافة أنواع الدعم وبمختلف أشكاله، لأبناء منطقة الجزيرة وشيوخها، وتحديداً أبناء ريف ديرالزور الشرقي”.
وقبل أيام، اُختتم في بلدة ذيبان شرقي دير الزور، الاجتماع الذي حضره العشرات من وجهاء وشيوخ القبائل العربية، إضافة إلى المئات من أبناء تلك العشائر، على خلفية مقتل الشيخ “مطشر حمود الهفل”، إضافة لاغتيال الشيخ “علي سلمان الويس” أحد وجهاء عشيرة “البكارة” على يد خلايا تنظيم “داعش” في المناطق الخاضعة لسيطرة ميليشيات “سوريا الديمقراطية” بمحافظة دير الزور.
وأصدر وجهاء قبيلة “العكيدات” عقب الاجتماع بيانا وصلت لمنصة SY24 نسخة منه، حمّلوا خلاله “التحالف الدولي مسؤولية الفلتان الأمني وعدم الاستقرار في ديرالزور، كونه هو المسؤول عن سلطة الأمر الواقع”.
كما طالب البيان “بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة ومهنية للتحقيق في قضية اغتيال الشيخ “مطشر الهفل”، إضافة لتسليم إدارة ديرالزور لأبنائها بعيداً عن الوصاية لأي طرف، وكذلك الإفراج عن المعتقلين الأبرياء وإخراج النساء والأطفال من المخيمات”.
وختم البيان “بإعطاء مهلة شهر واحد للتحالف الدولي وباقي الأطراف لتنفيذ تلك المطالب”.
وتعليقا على ذلك قال “مضر الأسعد” الناطق الرسمي باسم “مجلس القبائل والعشائر السورية” لـSY24، إن “الاجتماع حضره أكثر من 5 آلاف شخص يمثلون أبناء قبيلة العكيدات وباقي العشائر العربية الموجودة في منطقة الجزيرة والفرات”.
وأشار إلى أن “الاجتماع مؤشر إيجابي جدا على توحيد الكلمة وعلى توحيد الرأي، وهو تحدٍ واضح لميليشيات قسد ورفض مطلق لها وللنظام والميليشيات الإيرانية والحرس الثوري الإيراني، وتحد واضح لكل من يريد الركوب على ظهر الثورة السورية والقبائل السورية”.
وأضاف أن “أهم ما جاء في البيان هو أن هناك رفض كامل لقسد أو أي ميليشيا إرهابية في المنطقة، وأن يقوم أهالي المنطقة بإدارة مناطقهم عسكريا وأمنيا واقتصاديا”، ورسالة واضحة للتحالف الدولي والمجتمع الدولي بهذا الخصوص”.
وتابع أن “البيان رسالة للجميع وللتحالف الدولي بأن العرب الذين يشكلون أكثر من 90 % من أبناء منطقة الجزيرة والفرات، لديهم المقدرة على إدارتها في شتى المجالات”.
وأوضح أن “الاجتماع موجه للذين أصدروا بيانات مؤخرا ويريدون تشكيل جيش أو هيئة سياسية بدعم من النظام وإيران، ورسالة بأن القبائل والعشائر العربية ترفض أي تعاون قادم أو يخطط له مع قسد أو إيران وحتى النظام”.
وتشهد معظم المناطق شرقي سوريا، بشكل شبه يومي، عمليات اغتيال تطال معظمها شخصيات قيادية وعناصر من القوات التابعة لميليشيات سوريا الديمقراطية وميليشيات إيران والنظام السوري، وغالبا ما يعلن تنظيم “داعش” مسؤوليته عن تلك العمليات