تتعالى الأصوات مطالبة حكومة النظام السوري باستئناف الرحلات الجوية وتفعيل مطار دمشق الدولي بشكل كامل وليس جزئي لهذا الغرض، وسط مماطلة وتأجيل من قبل النظام نفسه، الأمر الذي اشتكى منه موالون، فيما ربط آخرون هذا التأجيل بعدم إعطاء إيران موافقتها على إعادة تشغيل المطار.
وادعت حكومة النظام قبل أيام أن مطار دمشق الدولي سيعود للعمل قريبا، ونقلت وسائل إعلام موالية عن مصدر في وزارة الصحة التابعة للنظام أن “الوزارة بصدد الانتهاء من اتفاق مع وزارة النقل لتسيير رحلتين أسبوعياً من الجهات التي تختارها وزارة النقل إلى مطار دمشق الدولي، على أن تبدأ هذه الرحلات بعد أسبوعين أو أقل من الآن، ريثما يتم تجهيز المطار الدولي”.
وسبق ذلك تصريحات من وزير النقل في حكومة النظام الذي قال قبل 3 أيام، إنه “لا صحة للأنباء المتداولة عن عودة التشغيل الكامل لمطار دمشق الدولي بعد أسبوعين من تاريخه “، مدعيا أن “العمل يقتصر فقط على رحلات إجلاء الرعايا السوريين ، وفق خطة عمل الفريق الحكومي المعني بعودة السوريين العالقين في الخارج”.
وأثارت هذه المماطلة حفيظة مراقبين، الذين أشاروا إلى أن “مطار دمشق الدولي” يعد من أهم النقاط التي تتخذها الميليشيات الإيرانية مركزا لها، وأن النظام ربما ينتظر الموافقة من إيران من أجل استئناف تشغيله من جديد.
وحول ذلك قال العارض لإيراني “علي رضا أسد زادة” لـ SY24، إن “مطار دمشق الدولي بات من أهم المراكز الاستراتيجية التي يسيطر عليه الحرس الثوري الإيراني منذ سنوات”.
وأضاف أن “سلاح الجو الإسرائيلي استهدف عددا كبيرا من شحنات الأسلحة الإيرانية التي أرسلت إلى سوريا بغارات متعددة كما وقبل شهر اقتربت مقاتلة أمريكية على نحو خطير من طائرة ركاب إيرانية في المجال الجوي السوري مما اضطر الطيار إلى تغيير مساره على نحو مفاجئ”.
وأشار إلى أنه “كانت هناك اخبار متضاربة عن تخلي الحرس الثوري مطار دمشق ونقل الشاحنات العسكرية الى مطار الشراعي في منطقة الديماس لسبب الضربات التي تلقاها، ولكن مع ذلك يبقى مطار دمشق الدولي مركز استراتيجي للحرس الثوري خاصة وأن كثير من الميليشيات وأيضا الأسلحة والعتاد ة تنقل بطائرات ركاب مدنية بما فيها طائرات شرکة (ماهان ایر) الإيرانية”.
وتابع أنه “في يونيو الماضي اعترف طيار ايراني أثناء نقل ذكرياته، أن قاسم سليماني اختبأ في قمرة القيادة مع شحنة ممنوعة من سوريا، ما أدى إلى استنكار دولي لاستخدام النظام الإيراني طائرات مدنية لنقل الأسلحة والميليشيات”.
وأكد أن “مسألة استخدام إيران لشركات الطيران المدنية لأغراض عسكرية عادت إلى دائرة الضوء كما وأن الغارات الإسرائيلية الأخيرة كلها تؤثر على القرار الإيراني في مماطلة وتأجيل إعادة تشغيل مطار دمشق الدولي”.
وفي رد على سؤال حول إمكانية تخلي إيران عن مطار دمشق الدولي أوضح “أسد زادة” أن ” أغلبية الميليشيات الإيرانية في سوريا هم من الأفغان والباكستانيين، ونقلهم إلى سوريا يتم عبر طائرات ركاب مدنية، وبالتالي الحرس الثوري سوف يحاول قدر المستطاع البقاء والسيطرة على مطار دمشق الدولي رغم أنه يبدو من الصعب أن يبقى لان التخلي عن المطار ستكون ضربة لوجستية مؤثرة على تواجد الحرس الثوري في سوريا”.
يشار إلى أن حكومة النظام استأنفت عمل المطار لرحلات داخلية، وتحديدا باتجاه القامشلي شرقي سوريا، وذلك في 27 تموز الماضي.
وفي 14 شباط الماضي، طالت غارات إسرائيلية مطار دمشق الدولي قيل إنه تم استهداف طائرة تنقل عتاد لميليشيا حزب الله.