استأنفت إيران أعمال توسعة “مزار السيدة زينب” جنوبي العاصمة دمشق، إلى ضعف مساحته الحالية، بعد فترة توقف بسبب تفشي فيروس كورونا في دمشق، في حين حذر مراقبون من خطورة تلك المشاريع التي تقوم بها إيران وأذرعها في المنطقة.
وينفذ مشروع التوسعة حاليا برعاية اللجنة الإيرانية لإعادة العتبات المقدسة، والتي أشارت إلى أنه تم تنفيذ تسقيف جزء من المساحة الشمالية للمزار حاليا.
وقال عضو لجنة وضع الخطط التابعة للجنة إعادة إعمار العتبات المقدسة “حسن بلارك”، لوسائل إعلام إيرانية، إنه “مع الانتهاء من مشروع توسعة مزار السيدة زينب، فإن مساحة المزار ستبلغ الضعف”.
وفي وقت تحدثت فيه بعض المصادر عن نية اللجنة الإيرانية “تشييد صالات تحت الأرض في المزار”، نفى عضو اللجنة الإيرانية كل ما يشاع حول ذلك.
وحسب مصادر إيرانية فإن “مرحلة حفر الصحن في المزار قد انتهت، وبعد وضع الأسس قام المهندسون بعملية تسقيف المنطقة المجاورة للضريح”.
وكانت اللجنة الإيرانية أعلنت خلال الأيام الماضية عن إغلاق المزار بسبب تفشي فيروس كورونا في دمشق، إلا أن ذلك لم يترك تأثيرا على تنفيذ المشاريع الإعمارية وتوسعة المزار بل استغل المهندسون الإيرانيون الفرصة في الإسراع بمشروع التوسعة وإيجاد البنى التحتية المرتبطة، حسب اللجنة نفسها.
وتعليقا على ذلك قال الباحث التاريخي “عمر حسون الهاشمي” لـSY24، إن “الغرض من توسعة هذا المقام زيادة الزائرين و توطين عدد كبير من الشيعة الإيرانيين من غير العرب في محيط دمشق كما فعلت إيران سابقا في جنوب لبنان وفي محيط بغداد”.
وأضاف “سابقا قامت إيران ببناء جامع ومزارع للشيعة في السيدة زينب، مع العلم أن الدراسات التاريخية أثبت أن هذا المقام لا صحة له ولم تدفن فيه زينب أو أيا من أولاد وأحفاد الحسين رضوان الله عليهم”.
وأشار إلى أنه في “زمن رأس النظام الأكبر حافظ الأسد، اتخذت إيران من عدة مواقع موطئ قدم لها للسيطرة على سوريا بحجة قبور ومقامات آل البيت، فمن حلب إلى إدلب ودير الزور وحمص والرقة”.
وفي حزيران الماضي، قال مراسلنا في دمشق إن ” مؤسسة “جهاد البناء” الإيرانية، بتنفيذ مشاريع خدمية في منطقة السيدة زينب”.
وأضاف مراسلنا أن ” المؤسسة جددت نشاطها في المنطقة بعد أن توقفت بسبب الحجر الصحي مؤخرا الذي فرضه النظام على كافة المناطق للحد من انتشار وباء كورونا”.
ووفقا للمراسل فإن “المؤسسة تقوم بالعديد من المشاريع الخدمية وتعبيد للطرق وترميم قسم من مقام السيدة زينب وتحديث مدخل المدينة من ترميم جدرانه وطلاء أرصفته”.
ورغم انتشار كورونا في منطقة “السيدة زينب”، إلا أن إيران أجبرت حكومة النظام السوري مؤخرا على رفع الحجر الصحي عن المنطقة، الذي كان قد استمر لأكثر من 40 يوما.
يذكر أن منظمة الصحة العالمية حذرت في وقت سابق، من أن “الوضع في سوريا خطير بخصوص فيروس كورونا لأنها قبلة لزيارة المراقد الدينية، وخاصة في منطقة السيدة زينب وعند مقام السيدة رقية”، حيث تعتبر منطقة السيدة زينب وما حولها من البلدات الأخيرة مركزا رئيسا للميليشيات الطائفية المدعومة من إيران.