تعرضت قاعدة عسكرية للتحالف الدولي شرقي ديرالزور، لهجوم بثلاثة صواريخ من طراز “كاتيوشا”، في وقت متأخر من مساء أمس الثلاثاء، دون تسجيل أي خسائر بشرية ومادية.
وأكد المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش”، العيد “مايلزكاكينز” في تصريحات صحفية، اليوم الأربعاء، أن “قاعدة عسكرية أمريكية تتمركز في حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور، تعرضت لاستهداف بثلاثة صواريخ كاتيوشا صغيرة الحجم سقطت بالقرب منها، دون أن تتسبب بخسائر مادية أو بشرية”، دون ذكر أي تفاصيل عن الجهة التي من المرجح وقوفها وراء هذا الاستهداف.
وتعليقا على ذلك قال الأكاديمي الدكتور “أحمد خليل الحمادي” لـSY24، إن “المنطقة الشرقية تعتبر أكثر المناطق حيوية في سورية لغناها بالثروة النفطية والمياه والإنتاج الزراعي ومساحتها الشاسعة، ما جعلها منطقة استقطاب للقوى المتصارعة على وفي الأرض السورية بعد اندلاع الثورة السورية ، حيث من يسيطر عليها يتحكم بجزء كبير من الثروات الباطنية والموارد الاقتصادية ، لذا وضعت أمريكا يدها مؤخرا على العديد من مصادرها ولكن بالمقابل هناك أطماع لعدة قوى منها إيران وميليشياتها، وروسيا، وقوات النظام، وقسد وغيرها، وأيضا توجد القوى الثورية المتطلعة لتحرير سورية والخلاص من النظام القاتل المجرم وإقامة الدولة المدنية دولة الوطن والمواطن”.
و أضاف أن “استهداف القاعدة العسكرية الأمريكية في حقل كونيكو، اعتبر رسالة موجهة من إحدى هذه القوى للولايات المتحدة الأمريكية مفادها : بأنك لست وحدك المتحكمة في المنطقة و سيتم استهداف مصالحك و قواعدك و قواك حتى ترضخي لما نريد، وطبعا الـ (ما نريد ) بحسب مصلحة موجه الرسالة الذي لا نستطيع تحديد هويته حاليا، فهو لم يتبنى القصف و لم يعلن عن نفسه و لا عما يريد، و لكنني أرجح إحدى قوتين هما من فعلت ذلك ، إيران من خلال ميليشياتها، أو روسيا من خلال أدواتها في المنطقة، وطبعا نستثني قسد فلا مصلحة لها بذلك بل تعتبر أمريكا من داعميها الأساسيين، و بالنسبة للقوى الثورية فمعركتها الحالية مع النظام و داعميه ولا مصلحة لها بخوض الصراع مع أمريكا و قواها على الأرض “.
وتابع أنه “بالنسبة لداعش، فكانت أمريكا و قوات التحالف أعلنت رسميا القضاء عليها في سورية، وما حدث ليس من أسلوب تعاملها العسكري “.
وأضاف “إذا تأتي الحادثة في إطار صراع القوى على سورية، وأرجح بأن تكون إيران أو روسيا هما من تقفان وراء ما حدث من خلال أذرعها وبالطبع ميليشيات النظام أحد هذه الأذرع “.
وسبق هذا الهجوم على القاعدة الأمريكية، استهداف طائرة أمريكية، الإثنين، حاجزا لقوات النظام جنوب شرقي مدينة “القامشلي” بريف الحسكة بعد محاولتهم عرقلة دورية برية أمريكية في المنطقة، ما أدى لسقوط قتلى وجرحى في صفوف تلك القوات.
وذكرت مصادر ميدانية خاصة لـSY24، أن “قوات النظام كانت تتمركز عند حاجز تل الذهب في القامشلي بريف الحسكة،حاولت اعتراض الدورية الأمريكية، فرد الطيران المروحي الأمريكي باستهدافهم ما أدى لسقوط قتلى وجرحى للنظام”.
يشار إلى أنه في 21 تموز الماضي، قتل جندي أمريكي جراء انقلاب عربة عسكرية أميركية خلال مطاردة مع دورية روسية في الحسكة، وأعلنت القوات الأميركية في سوريا حينها عن وفاة أحد جنود قوة المهام المشتركة، في “عملية العزم الصلب” في ريف الحسكة الشمالي، وذكرت في بيان، أن “الحادث وقع حين انقلبت عربة مدرعة خلال إجراءَها دورية عسكرية بريف الحسكة الشمالي، وأن الوفاة وقعت في حادث غير قتالي، وأنها فتحت تحقيقاً لمعرفة ملابسات الحادث”.
يذكر أن القوات الأمريكية تنتشر في مناطق سيطرة ميليشيات “سوريا الديمقراطية” شمال شرقي سوريا، وتقيم العديد من القواعد العسكرية فيها.
ويعد حقل “كونيكو” أكبر معمل لمعالجة الغاز في سوريا، كما يستفاد منه في إنتاج الطاقة الكهربائية، ومنذ العام 2018 بدأت القوات الأمريكية بأعمال توسعة داخل تلك القاعدة وعمليات تحصين وبناء جدران اسمنتية على غرار قاعدة “الشّدادي” بريف الحسكة والتي تم تحصينها أيضًا بمعدات ثقيلة.