عقدت في إسطنبول ندوة سياسية في مقر “جمعية النور” بتاريخ 11/03/2018 بمناسبة الذكرى السابعة للثورة السورية، وقد شارك في الندوة عدد من شخصيات المعارضة وحضرها جمهور مهتم.
وكان أول المتحدثين هو المعارض السوري “جورج صبرا” حيث قال: إن “الثورة السورية انتصرت ولكن النظام لم يسقط، فمنذ عام 1963 وهذا النظام البعثي الأسدي يفعل بالبلد تخريباً وقمعاً وقهراً وهو ما لم تفعله كل الدكتاتوريات التي سبقته، وأن الثورة السورية هي ثورة فضّاحة للمجتمع الدولي وجامعة الدول العربية وهيئة الأمم المتحدة، وهي في الآن ذاته فضحتنا نحن كأفراد وكمؤسسات”.
وبيّن السيد “صبرا”، أن “الصراع الجاري الآن في سورية هو صراع دولي إقليمي ولا شأن للسوريين فيه، هذا الصراع يستمر بين هذه الأطراف من أجل مصالحهم وحصصهم في وقت بات النظام الأسدي لا وزن له وباتت المعارضة كذلك بدون وزن في هذا الصراع، وينبغي القول أن السوريين غدوا أدوات صراع وهذه محنة كبيرة تؤثر في الحفاظ على سوريتنا، وللأسف لا يزال بيننا من لا يمّيز بين التحالف والتعاون وبين الارتهان للآخر الأجنبي، ومع ذلك لا يزال صمود السوريين هو الوحيد الذي يحمل بشائر الأمل”.
وأضاف “صبرا”، أن “الناس الذين يعيشون تحت الحصار الخانق والقصف المدمر في الغوطة الشرقية هم قلعتنا، فجوبر تستعصي على كل جبروت النظام وميليشياته، إن الغوطة الشرقية تكشف عن تردي أحوال مؤسسات الثورة، لذلك نحتاج إلى وقفة نقدية لنستفيد من أخطائنا ولهذا يبقى السؤال ما العمل ؟؟؟.. ولا أظن الجواب غير استعادة سوريا، عبر أجندة وطنية شاملة وعبر بناء مرجعية وطنية سياسية، لها رأس واحد وليست بعدة رؤوس”.
وقال الدكتور “يحيى العريضي” الناطق الإعلامي باسم “الهيئة العليا للمفاوضات”، إن “النظام لم يستطع مقاومة الشعب السوري فلجأ إلى طلب العون من حزب الله ومن الإيرانيين والميليشيات الطائفية الشيعية وأخيراً من روسيا، هذا يدفعني للقول أن العالم صنع مؤامرة كونية ضد الثورة السورية، فإذا نظرنا إلى خارطة البلاد سنجد أنها مقسمة إلى أربعة أقسام، في الشمال الشرقي تتربع الولايات المتحدة بعسكرها وقوتها، وفي الشمال السوري تتواجد القوات التركية، وفي وسط البلاد يبسط الإيرانيون نفوذهم، أما في الجنوب فالمنطقة هناك تحت وصاية متعددة”.
وأوضح “العريضي”، بأنه “لا وجود للنظام في الواقع، وما ترونه هو شكل يستخدم كذريعة لاستمرار المخطط المعادي لمصالح السوريين”.
واختتم حديثه قائلاً: “نحن نسلّم بأن الثورة السورية قد انتصرت، وأن سلالة الأسد في الحكم انتهت، فملفات الإجرام لن يستطيع النظام الأسدي أن يتهرب من استحقاقاتها الآتية، وكذلك لن يستطيع المجتمع الدولي التغافل عن هذه الملفات، لذلك لابدّ من الإصرار على الحل السياسي، فالحل السياسي فكرة تُرعب النظام الأسدي وتنسف مقولته (الأسد أو لا أحد)”.
وتحدّث في الندوة المحلل السياسي التركي “باكير تاجان” الذي قال، إن “ما يحصل في سورية هو قتل للإنسانية وهذا أمر محزن لتركيا، وباعتبار أن الشعب السوري يتشكل من فئات مختلفة سواءً دينية أم إثنية أم طائفية فينبغي التكامل بين هذه الفئات للانتقال بالبلاد من وضعها الحالي إلى وضع جديد”.
وتابع “باكير تاجان”، إن “السوريين هم أقرب شعب إلى الأتراك فالامتداد الجغرافي والتاريخي بيننا وبينهم لا يزال وسيبقى موجوداً، ونحن نريد أن تذهب العلاقات بيننا إلى التكامل في كل المجالات، ونستطيع القول بصراحة أن لا أطماع لتركيا في سوريا سوى ترسيخ الأخوة مع السوريين وليس في أرضهم، لنا طموحات أن نتكامل معهم اقتصادياً فمصيرنا وتاريخنا مشترك، ولا حلّ وسط في ذلك ولهذا سنحتاج إلى بعضنا ويجب أن نتفاهم مع بعضنا”.
وقال السيد “عثمان مسلم” مدير مكتب “المجلس الوطني الكردي” في إسطنبول، إن “الثورة السورية العظيمة التي انطلقت من درعا، كانت درعا مهداً لها وحمصُ عاصمةً لها وعامودا أحد أعمدتها، هذه الثورة لا تزال مستمرة فهناك 36 نقطة تظاهر يوم الجمعة الفائتة، ونحن كأحزاب كردية سورية ضد الانفصال عن الوطن، ونريد الحقوق ضمن سورية الواحدة، الـ PYD ليس حزباً كردياً سورياً، وكذلك وحدات حماية الشعب فهم لا يمثلون الأكراد بل يمثلون قوى انفصالية، والـ PYD حليف للنظام ويقوم بأجندات وظيفية”.
وختم “عثمان مسلم” كلامه قائلاً: “يبقى الشعار الأول للثورة هو شعارنا (واحد واحد واحد، الشعب السوري واحد)”.
وتحدث السيد “فاضل صالح” فقال: “لم يستطع الثوار في المناطق المحررة من إيجاد أنموذج إداري في مناطقهم بسبب غياب عمل المؤسسات مما أوقعهم في هكذا أخطاء، ومع ذلك ورغم وجود رماديين في الثورة إلا أن شعبنا وجيشنا الحر سيستمران في تصحيح الأوضاع وتطويرها، فالوحدة الإنسانية هي النموذج الصالح، ونعتقد أن المطلوب هو تشكيل كتلة شعبية توجّه رسالةً إلى القيادة التركية من أجل المساعدة في تحقيق أنموذج إداري ثوري حقيقي يعمل بطريقة مؤسساتية، مما ينتشلنا من وضعنا الذي يُرثى له والذي يستنزف طاقاتنا”.