تفيد الأنباء الواردة من العاصمة السويسرية جنيف، عن تعليق الاجتماعات المتعلقة بمباحثات تشكيل “اللجنة الدستورية” بين وفدي المعارضة السورية والنظام السوري وبرعاية أممية بحجة كورونا، ونقل أعضاء الوفدين إلى الحجر الصحي.
وتداولت بعض وسائل الإعلام العربية خبرا مفاده أنه “تم نقل وفدي المعارضة والنظام، اليوم الإثنين، إلى الحجر الصحي، بعد اكتشاف 3 حالات كورونا”.
وشكك مراقبون بإمكانية نجاح المباحثات بخصوص “اللجنة الدستورية”، معربين عن استغرابهم من التذرع بمسألة كورونا خاصة وأنه من المفترض أن تكون الوفود قد أجرت الاختبارات اللازم قبل خروجها من تركيا أومن دمشق وحتى عند وصولها لمطار جنيف.
كما أشار مراقبون إلى أن ما يؤكد نفي حجة كورونا، هو اجتماع المسؤولين الأمريكان وعلى رأسهم المبعوث الأمريكي إلى سوريا “جيمس جيفري” أمس الأحد، بوفد المعارضة السورية، لافتين إلى أن هذه الاجتماعات لا تتم دون اتخاذ أشد التدابير الصحية اللازمة.
وتعليقا على ذلك قال المحلل السياسي “أحمد حسان” لـSY24، إن ” الجلسة الأولى حصل فيها خروج على جدول العمل المتفق عليه مع روسيا بخصوص كون وفد النظام وفد وطني، ولهذا تم تعليق الجلسة الثانية حتى تنتهي اجتماعات الدول الضامنة والاجتماعات الأمريكية في تركيا لإنجاح الجلسة الثانية، وتم وضع كورونا حجة لعدم إعطاء أجواء سلبية”.
وأوضح “حسان” أن “رئيس وفد النظام قال إنه وفد وطني سوري وليس حكومي، وهو يعتبر خروج على جدول العمل المتفق مع الروس، أي أن النظام يسعى إلى عدم إعطاء شرعية للمعارضة كشريك سياسي قبل الاتفاق على المبادئ الدستورية”.
وتابع أن “وفد المعارضة طلب أن يكون الاجتماع الحالي دستوري وليس سياسي، ورفض النظام وتعهد الروس بأن يكون جدول العمل حوار بين الأطراف السورية (معارضة ونظام ) للمبادئ الدستورية، ولكن إعلان وفد النظام أنه ليس طرف سياسي اُعتبر خروج على الجدول”.
وفي رد على سؤال فيما إذا كان ذلك يعني عودة الوفود من جنيف قال “حسان”، ” لا هم في الحجر وتم تعليق الاجتماعات فقط”.
وفي وقت سابق اليوم، انطلقت اجتماعات “اللجنة الدستورية” في العاصمة جنيف، بعد وصول الوفود المشاركة من المعارضة السورية والنظام، أمس الأحد.
ووصل وفد المعارضة السورية إلى جنيف، الأحد، للمشاركة في اجتماعات اللجنة الدستورية التي تبدأ غدا الإثنين 24 آب، وسط توقعات منخفضة بتحقيق اختراق في جدول أعمالها، خاصة بعد تصريحات المبعوث الأممي إلى سوريا “غير بيدرسن” بعدم توقع حصول معجزة في هذه الجولة.
وقبيل انعقاد الجولة الجديدة من محادثات اللجنة الدستورية ، قال بيدرسن في مؤتمر صحفي من جنيف إنه “بالطبع لا يمكن أن تحل الصراع السوري، لكنني قلت إنه إذا تم التعامل معها بشكل صحيح يمكن أن تكون بمثابة فتح الباب لعملية سياسية أوسع، ويمكن أن تساعد في بناء الثقة، وسوف ترسل رسالة إلى الشعب السوري، أولاً وقبل كل شيء، وللمجتمع الدولي، أن شيئًا جديدًا قد بدأ” حسب تعبيره.