أعلن الناشط في مجال توثيق أحداث الثورة السورية”تامر تركماني”، عن تمكنه من أرشفة ما يزيد عن مليون و800 ألف فيديو خاص بالثورة في سوريا، إضافة لأرشفته وجمعه آلاف الصور للشهداء وآلاف المجلات والصحف الخاصة بالثورة، مؤكدا أن ما تم توثيقه وأرشفته ليس ملكا له وإنما ملك للشعب السوري الحر بأكمله.
وينحدر “تركماني” من مدينة حمص، ويعمل في مجال التصميم الدعائي والتصوير، قبل أن يترك تلك المهنة منذ العام 2014، ليتوجه إلى العمل في مجال توثيق شهداء الثورة السورية وأحداثها، ومن ثم الى أرشفة ملفات الثورة السورية منذ تاريخ اندلاعها وحتى يومنا هذا.
منصة SY24 التقت بـ “تركماني”، وأجرت معه حديثا مطولا حول بداياته في مجال التوثيق والصعوبات التي يواجهها، إضافة للرسالة التي يريد إيصالها من وراء ذلك.
وقال “تركماني”: بدأت بتوثيق شهداء الثورة السورية منذ شهر حزيران 2014 ، عندما قمت بصناعة لوحة طولها 170 متر تحتوي على 50 ألف صورة شهيد للثورة قتلهم النظام السوري، ومن هنا بدأت مشوار التوثيق، حيث قمت بأرشفة ما يزيد عن 1,850,000 فيديو للثورة السورية كما قمت بأرشفة 370 كتاب صدروا منذ بداية الثورة السورية مع كتابة نبذة عن كل كتاب وصورة عنه وملف لقراءة الكتاب، إضافة لأرشفة أكثر من 11,500 مجلة وصحيفة ومطوية خاصة بالثورة السورية كانوا قد صدروا منذ بداية الثورة وتوقف عدد كبير منهم في وقت سابق، بسبب انقطاع الدعم أو ما شابه ذلك”.
وأضاف أنه يقوم حاليا بأرشفة المقالات الصحفية والتقارير الصادرة عن المؤسسات والشبكات الإعلامية والإخبارية بما يخص الثورة السورية منذ بدايتها إلى اليوم، كما يعمل أيضا على أرشفة أرشفة الأبحاث والدراسات الصادرة عن منظمات حقوق الإنسان، والانتهاكات التي تخص سوريا ومنها المنظمات العالمية وأيضا العربية والسورية.
– وفي رد على سؤال حول نوعية وتصنيف الفيديوهات قال “تركماني” إنه “بالنسبة لهذا الأمر فهو كبير جدا ولكن أبرز الفيديوهات هي مقاطع القصف المدفعي والصاروخي والقصف الجوي بكافة تفاصيله، كما قمت بأرشفة مقاطع المظاهرات السلمية منذ بدايتها، وأيضا المقاطع المسربة لجيش النظام عندما يقوم بإعدام أو تعذيب مدنيين في أي منطقة في سوريا، وأيضا قمت بأرشفة مقاطع المعارك التي قادها الجيش الحر والمجازر التي قام بها النظام السوري وحلفائه”.
وأضاف أنه “يوجد الكثير من التصنيفات الأخرى منها مداخلات الناشطين والإعلاميين، وآراء السياسيين والبرامج السياسية التي تخص سوريا وغيرها، وأحاول قدر الإمكان مشاهدة أكبر عدد ممكن من الفيديوهات لمحاولة فرز أكبر عدد ممكن حسب التاريخ وتسمية الفيديو بالواقعة التي حصلت، حتى يمكن البحث عنه بسهولة”.
وحول ما إذا كان مستمر بعملية أرشفة الفيديوهات وفرزها، قال: “هذا العمل بحاجة لجهد جماعي وكبير، ولذلك توقفت بعد فرز ما يقارب ربع مليون فيديو واحتفظت بهم مع باقي الملفات حتى استأنف العمل على فرز المقاطع عندما أتمكن من تشكيل فريق لمساعدتي في مكان ما”.
وعن أبرز الفيديوهات المؤثرة والتي تجعله يستمر في عمله هذا، أجاب أن “فيديوهات الشهداء والمجازر التي تحصل وانتشال الشهداء من تحت الأنقاض هي المؤثرة بالنسبة لي، وهذا ما يجعل هذه المسيرة مستمرة حتى آخر مقطع فيديو يوثق إجرام الأسد ومن تبعه”.
وعن حجم الملفات وطريقة تقسيمها وآلية المحافظة عليها قال “تركماني”، إن “حجم الملفات أكثر من 40 ألف غيغا بايت مقسمة على 4 هاردات حاليا، ويوجد نسختين في مكان بعيد عني يمكنني إجراء تحديث لهم في كل أسبوع أو أسبوعين عن طريق إرسالها لي وإرجاعها إلى الطرف الذي وضعتها عنده، ولكن دائما بحاجة لاستخدام أكثر من تلك النسخ حتى أضمن عدم ضياعها”.
وعن المشاريع الحالية التي يعمل عليها، قال تركماني: “أقوم الآن بإنشاء موقع إلكتروني شامل قمت بتسميته (أرشيف الثورة السورية) وسيكون مرجع يضم جميع الملفات من كتب ومقالات صحفية وفيديوهات وصور وكل ما أملك، حتى يستفيد منه الجميع في حال احتاج أحد ما إلى الحصول على معلومات أي واقعة أو حادثة أو تصريح حصل في الثورة السورية خلال تاريخها، ولكن الآن الموقع بحاجة لترتيب كبير قبل البدء بالنشر عليه وسينتهي قريبا”.
– وفيما يتعلق بالجهات التي يتعاون معها أو التنسيق معها في هذا المجال أوضح أن أكثر من طلبت التعامل معه في الأرشيف والتعاون المشترك في هذا الجانب، إلا أن بعض الطلبات كانت لا تتفق مع استقلالية عمله وحرية العمل الثوري، ومنها مثلا وحسب ما روى لنا “وجوب إعطاء نسخة للجهة المانحة، وهذا لا يضمن لي استمرارية وقوفهم معي بعد استلام نسخة من ملفاتي، وبعض الطلبات كانت هي أن أعمل في مكتب تابع لتلك المنظمات، وهذا لا يضمن لي أيضا الحرية في العمل وسيندرج عملي تحت آيديولوجية مؤسساتية قد لا تناسب مجتمعنا الثوري”.
وأكد “تركماني” على أنه “عندما تقدم المساعدة يجب أن تنتظر أن يبادر الطرف الآخر، أن يقدم لك شيء مقابلها، ولا تشترط عليه أن يعطيك فورا أي مقابل لتقديمك للخير، وهذا ما حصل معي إذ يريد البعض الحصول على الملفات حتى قبل تقديم أي مساعدة”.
وتابع قائلا: “طبعا أقدّر جميع المؤسسات والمنظمات التي تقدمت بطلب للمساعدة، ولكن أتمنى أن تكون تلك العروض تصب في مصلحة العمل وليس فقط استغلال الملفات لصالحهم، ويمكن الاتفاق على صيغة مناسبة مع أي جهة تضمن عدم ضياع الملفات وعدم نسبها اليهم بشكل قطعي”.
وقال أيضا “أنا تعبت وسهرت الليالي وتكلفت الكثير حتى وصلت إلى هذه المرحلة، ومن الصعب التفريط بهذه الملفات بسهولة، فهذه ليست ملكي وإنما للشعب الحر كله”.
وعن آلية عمله حاليا أوضح “تركماني”، قائلا: “أنا أعمل من المنزل منذ عام 2014، وأحيانا أصل إلى حالة مزرية من التعب بسبب العمل المتواصل، وأحيانا طبعا تقوم زوجتي بمساعدتي ولكن لفترة قصيرة لأن العمل ممل ومتعب لأنه روتيني بحت وأنا أقدّر لها جهودها في مساعدتي في وقت من الأوقات ولكن العمل فردي بنسبة 98%”.