تتعالى الأصوات في مناطق سيطرة النظام السوري، مطالبة رأس النظام “بشار الأسد” بالتوجيه السريع لإلغاء القرار المتعلق بفرض مبلغ 100 دولار على السوريين الراغبين بالعودة إلى سوريا، مؤكدين أن هذا الأمر سيحفظ للمواطن السوري كرامته.
ووجه أحد الموالين رسالة للنظام جاء فيها “مطلب وطن وشعب وكرامة مواطن ينادي الوطن السرعة في إلغاء قرار وزير المالية السابق السيد حمدان الذي يقضي بتصريف 100 دولار بسعر المركزي عند عودة السوري لبلده”.
وأضاف أن “المواطن ابن الوطن والشعب يستحق موقف الوطن منه أن يكون إلى جانبه، فهذا نداء وطلب من المعنيين بهذا الأمر لإنهائه عاجلا بطريقة تحفظ للمواطن مكانته وكرامته، فمن لا يعلم لن يعلم ماذا يذوق هذا المواطن من مرارة هذا القرار، والبعض يبحث عن من يساعده لجمع المبلغ رغم بساطته لأنه يريد الوطن الذي يفتديه بروحه ودمه وليس بمئة دولار يصرفها” وفقاً له.
وتابع “مشكور كل من يساعد ويساهم بإلغاء هذا القرار ليرتاح الوطن والمواطن، نداؤنا للوطن أولا وأخيرا فلا خيار لنا ألا أن ننادي الوطن سيدا وقائدا فهو المنقذ الوحيد والقادر لم شمل أبنائه” على حد تعبيره.
وقبل أيام، أثارت التصريحات التي أدلى بها مدير إدارة الهجرة والجوازات التابع للنظام السوري “ناجي النمير”، والمتعلقة بدفع مبلغ الـ 100 دولار قبل الدخول إلى الأراضي السورية، والتي أشار فيها إلى أن التعليمات لديهم تقتضي إعادة كل من لا يملك هذا المبلغ من حيث أتى، ردود فعل غاضبة بين السوريين وحتى الموالين أنفسهم.
وكان “النمير” قال في تصريحات لوسائل إعلام موالية، إنه “على كل مواطن يريد الدخول إلى سوريا تصريف مبلغ 100 دولار أو ما يعادلها من العملات الأجنبية ليتمكن من الدخول”، مؤكدا أن “التعليمات لدينا أن يعاد من لا يملك هذا المبلغ من حيث أتى”.
وتتزامن تصريحات “النمير” مع مئات العالقين على الحدود السورية اللبنانية والذين يرفض النظام إدخالهم إلا بعد دفع الـ 100 دولار، علما أن جميعهم يمرون بظروف إنسانية سيئة وقد بدأ يتم تداول صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي وحتى بين الموالين للنظام على الإنترنت.
وفي السياق، عثرت الشرطة اللبنانية، أمس السبت، على جثة فتاة سورية تدعى “زينب محمد الإبراهيم” تولد عام 2003 حيث نقلها عناصر الدفاع المدني اللبناني إلى المشفى.
وذكر شهود عيان إن الفتاة من الأهالي العالقين على الحدود بعد أن فرضت السلطات السورية غرامة 100 دولار على كل السوريين العائدين إلى بلدهم سورية.
ومحاولة منها لامتصاص الغضب الشعبي عقب تلك الحادثة، ادعى النظام وعبر ماكيناته الإعلامية الموالية وخاصة جريدة “الوطن” التي ذكرت أنها نقلت عما أسمته “مصدر إعلامي لبناني” قوله، إن “الشابة كانت تحاول دخول لبنان خلسة بعد انتهاء إقامتها وعدم تمكنها من العودة إلى لبنان عبر الحدود لكونها لا تزال مغلقة، وقام الدفاع المدني اللبناني بانتشال جثة الشابة “زينب محمد إبراهيم” من على أعلى جبال المصنع، ولم يحدد بعد سبب الوفاة”.
وأثارت تلك الادعاءات ردود فعل غاضبة خاصة أنها تدل على “كذب” النظام والوسائل الإعلامية التابعة به، مشيرين تأكيدا على ذلك إلى أنه “لا يمكن لأي أحد الخروج بطريقة التهريب من سوريا إلى لبنان”، معتبرين أن تلك الادعاءات “مثيرة للسخرية”، وسخر آخرون بالقول إنه من المؤكد الضحية التي توفيت “لا تملك 100 دولار” في إشارة إلى الشروط التي تفرضه حكومة النظام للسماح للسوريين بالدخول لبلدهم.
وفي 10 تموز الماضي، أصدر النظام السوري قرارا ألزم بموجبه السوريين ، بتصريف مبلغ وقدره 100 دولار أمريكي أو ما يعادلها بإحدى العملات الأجنبية التي يقبل بها المصرف المركزي حصراً إلى الليرة السورية، وفقاَ لنشرة أسعار صرف الجمارك والطيران، وذلك عند دخولهم إلى سوريا، الأمر الذي رأى فيه محللون أنه يندرج في إطار فرض الإتاوات على المواطنين.