اعترف النظام السوري باستمرار تسجيل حالات الانتحار في مناطق سيطرته، مشيرا إلى تصدر محافظة حلب بعدد الحالات تليها ريف دمشق واللاذقية.
جاء ذلك على لسان المدير العام للهيئة العامة للطب الشرعي التابعة للنظام “زاهر حجو”، والذي أشار إلى تسجيل 116 حالة انتحار من بداية العام 2020 وحتى تاريخ 6 أيلول الجاري.
وأعرب “حجو” عن توقعاته بأن “يشهد هذا العام زيادة في حالات الانتحار مقارنة بالعام الماضي الذي سجل فيه حتى نهايته 124 حالة، كون هذا العام يحتاج إلى أربعة أشهر لانتهائه وهي كفيلة بأن يتجاوز الرقم ما تم تسجيله في العام الماضي”.
وذكر “حجو” أن “حلب تصدرت المشهد في عدد حالات الانتحار بـ23 حالة، تلتها محافظتا ريف دمشق واللاذقية حيث سجلت كل منهما 18 حالة، وفي المرتبة الرابعة دمشق وحمص بـ 14 ، وفي المرتبة الخامسة حماة بـ 10 حالات، وسادسا السويداء 9 حالات، وفي المرتبة السابعة طرطوس 7 حالات، وثامنا درعا حالتين، وأخيراً القنيطرة حالة انتحار واحدة”.
وتقدم الذكور على الإناث في الإقدام على الانتحار، حسب المصدر ذاته، حيث بلغ عدد الذكور 86 ذكراً في حين بلغ عدد الإناث 30، من بينهم 18 قاصراً منهم 11 من الذكور و7 من الإناث.
وجاءت حالات الانتحار شنقا في المرتبة الأولى بعدد الحالات التي وصلت إلى 47 شخصاً، ثم الانتحار بإطلاق النار 27 شخصاً، و18 حالة من السقوط من علو شاهق، في حين تنوعت أساليب الانتحار في بقية الحالات مثل التسمم وغيرها، كما تم تسجيل حالة واحدة ذبح فيها المنتحر نفسه وهو شخص مختل عقلياً في محافظة حمص، حسب ما أفاد به “حجو”.
وكان الخبير القانوني المحامي “غزوان قرنفل” قال لـ SY24 ، إنه “بكل تأكيد ووفق أي معيار تعتبر النسبة صادمة، ولكن مع الأسف متوقعة بالنظر لمجمل الظروف الحياتية التي يعيشها السوريون، والتي لا تبعث فقط على التشاؤم وإنما تسبب صدمات نفسية بسبب انسداد الأفق وانعدام الفرص وتراجع مستوى العيش وانعدام فرص العمل”.
وأضاف أنه “بطبيعة الحال لا يستطيع كل الناس التكيف مع هذا الواقع، أو الاستجابة لمفرزاته، فيكون الموت هو بوابة الهروب من جحيم الحياة”.
ومطلع العام الجاري، كشفت الهيئة العامة للطب الشرعي ، عن تسجيل 51 حالة انتحار منذ بداية كانون الثاني الماضي وحتى العاشر من شهر أيار 2020، زاعمة أن الضغوط الاقتصادية والأسباب العاطفية بالإضافة إلى فشل الدراسة والعمل، من أبرز أسباب حالات الانتحار.
ومؤخرا ادعى “حجو” أن سوريا تأتي في المرتبة الأخيرة عالميا بالنسبة لحالات الانتحار والجريمة، مرجعا أسباب الانتحار إلى “الضغوط الاقتصادية والأسباب العاطفية بالإضافة إلى فشل الدراسة والعمل”، ومحملا الثقافة الغربية والسوشيال ميديا إضافة لليوتيوب والإنترنت السبب الرئيس أيضا في حالات الانتحار وخاصة الانتحار شنقا.
وفي 18 تموز الماضي، ادعى النظام السوري أن سوريا تأتي في آخر التصنيفات الدولية من حيث نسب الانتحار وحتى بالنسبة لجرائم القتل، مكذبا بذلك كل الإحصائيات التي تتحدث عن تصنيف سوريا كأكثر دولة خطرة بين الدول العربية.