أكد المعارض الإيراني “علي رضا أسد زادة”، أن طهران تتابع عن كثب زيارة الوفد الروسي رفيع المستوى إلى دمشق برئاسة وزير الخارجية “سيرغي لافروف”، وأنها تراقب بحذر ما ستؤول إليه الأمور عقب تلك الزيارة التي وصفت بأنها “مفصلية”.
وأضاف “أسد زادة” في تصريحات لـSY24، أنه “لم يكن هناك موقف إيراني رسمي حول زيارة الوفد الروسي إلى سوريا، ولكن معظم وسائل الاعلام الحكومية الإيرانية نشروا خبر الزيارة نقلا عن وكالة سانا التابعة للنظام السوري بدون أي تعليق أو تفسير في الخبر”.
وأشار إلى أن “الحكومة الإيرانية تتابع خبر زيارة الوفد الروسي عن كثب وتنشر أخبارها بالإيجابية، ولكن في نفس الوقت تعرف أن تعزيز الدور الروسي في سوريا ليس في مصلحة إيران التي صرفت مليارات دولارات في سوريا منذ 2011 ، بل لسبب فشل ميليشياتهم في المعارك الميدانية آنذاك”.
وأوضح أنه “لو رجعنا إلى الوراء، عندما زار قاسم سليماني روسيا في عام 2015، والتمس من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التدخل بعد تلقي الميليشيات الإيرانية ضربات عديدة في ساحات القتال، فوعده بان يأخذ حصة الأسد من سوريا وأن تكون روسيا اللاعب الرئيسي في الساحة العسكرية والسياسية والاقتصادية”.
وكان الوفد الروسي ذكر عقب وصوله إلى دمشق، أن “مشروع الاتفاقيات مع حكومة النظام تتضمن توسيع التعاون في 40 مشروع جديد مع إعادة بناء البنية التحتية لقطاع الطاقة، وقد تم التوقيع على عقد عمل لشركة روسية للتنقيب واستخراج النفط و الغاز قبالة الشواطئ السورية”.
وفي رد على سؤال فيما إذا كانت تلك الاتفاقيات تزعج الجانب الإيراني في سوري، أكد “أسد زادة” أن “إيران تعرف أنها خسرت المعركة العسكرية، وبالتالي تخسر المعركة الاقتصادية أيضا”.
وأضاف “أن المرحلة القادمة ستشهد تحركات مكثفة لإيران وستكون هناك زيارات مكوكية قادمة، فالحكومة الإيرانية دخلت سوريا ليس لأجل إنقاذ بشار الأسد بل لأجل مصالح عسكرية واقتصادية، وهي ستحاول الرد من خلال إرسال وفود إيرانية، ولكن في نهاية المطاف هي تعرف أن روسيا جاءت إلى سوريا بدعوة قاسم سليماني في وقت كاد فيه الحرس الثوري أن يخسر المعركة في سوريا”.
وفي وقت سابق أمس وصل وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” إلى دمشق، وذلك لبحث ملفات سياسية واقتصادية وغيرها من الملفات الهامة والحساسة.
يشار إلى أنه في 9 تموز الماضي، أعلنت إيران عن توقيعها اتفاقية مع النظام السوري لتعزيز التعاون العسكري والأمني في شتى المجالات بين البلدين، بينما رأى فيها مراقبون أنها تتيح لإيران وضع يدها على جيش النظام.
وفي 14 من الشهر ذاته، كشفت مصادر إعلامية إيرانية رسمية ومعارضة، عن نية إيران إرسال منظومة الدفاع الجوي “باور 373” إلى سوريا قريبا.
وكان الباحث بالشأن الإيراني “خالد الحربي” قال لـSY24، إن “الاتفاقية بين إيران والنظام السوري هي محاولة من طهران لتكريس وجودها العسكري في سوريا، وتثبيت موقع النفوذ والقدرة على التدخل، الآن وفي المستقبل في التسوية التي يمكن أن تنهي الأزمة في سوريا، فالحضور الإيراني تراجع كثيرا في سوريا في المرحلة السابقة لصالح هيمنة النفوذ الروسي، وبقاء الدور التركي فاعلا وقويا، والاتفاقية اليوم هي محاولة للتعويض عما خسرته طهران”.