تعاني مناطق سيطرة النظام السوري من فقدان مواد المحروقات أو قلتها، يضاف إلى ذلك تلاعب الموزعين خلال عملية بيعها عبر البطاقات الذكية.
وقال مراسلنا في دمشق، إن “عمليات الغش والتلاعب منتشرة بكثرة في مراكز توزيع المازوت عن طريق البطاقات التي ابتكرها النظام في مناطق سيطرته، حيث يتم التلاعب بالسعر وكمية المازوت المعبئة، إضافة لخلطها بالمياه”.
ونقل مراسلنا عن أحد المواطنين تجربته مع هذا التلاعب بالمحروقات، مبينا أن المواطن قام بالتسجيل عبر رابط الوزارة الخاص بالنفط والثروة المعدنية التابعة للنظام، وسُمح له بعد اكثر من شهر ونصف من تقديم الطلب بالتعبئة، وذكر أنه قام بدفع 225 ليرة سورية مقابل الليتر الواحد رغم أن السعر المحدد هو 185 ليرة سورية.
وأضاف مراسلنا نقلا عن المواطن أنه وبعد أن تمت التعبئة في الزان بناء على طلب الموزع كي لا تظهر الكمية المسروقة، حيث أن الكمية الأصلية هي 100 لتر إلا أن ما تم تعبئته قرابة الـ 75 ليتر فقط، كما أن الموزع أخذ منه مبلغ ألف ليرة سورية كـ “إكرامية”.
مواطن آخر تحدث عن معاناته في الحصول على مادة المازوت قائلا إنه “قام بالتسجيل العام الماضي ولكنه لم يحصل على دوره، وعند تقديمه شكوى بذلك تم الرد عليه بالادعاء أنهم قاموا باستدعائه للحصول على مخصصاته من المازوت لكنه هومن رفض ذلك” مضيفا أنه “أعاد التسجيل مرة أخرى من أجل مخصصات هذا العام وأنه ما زال في انتظار الرد”، حسب ما نقل مراسلنا.
وأشار مراسلنا إلى أن حكومة النظام قامت بتحديد بطاقة لكل عائلة يسمح لها بتعبئة 400 لتر من المازوت موزعة على أربعة دفعات، وفي كل دفعة يحصلون فيها على 100 لتر بسعر 18500 ليرة سورية، وذلك ابتداءً من شهر أيلول الجاري، مما دفع بالأهالي لبيع ما تم تخصيصه لهم بسبب غلاء ثمنه وسوء الأوضاع الاقتصادية.
ولا تقتصر معاناة المواطنين على الحصول على مادة المازوت فقط، بل تمتد إلى مادة الغاز أيضا، إذ قال مراسلنا إن “فقدان الغاز يضاف لمعاناة مادة المازوت، حيث تم سابقاً إغلاق المراكز المخصصة لتوزيع أسطوانات الغاز في دمشق وريفها بسبب عدم كفاية حاجة السكان”.
وتعاني باقي المدن والبلدات الخاضعة لسيطرة النظام من ذات المشاكل المتعلقة بالمحروقات وفقدانها أو غلاء ثمنها وتحكم الموزعين بأسعارها، ولا يختلف الحال بالنسبة لمدينة حماة التي تشهد أزمة خانقة في توفير مواد التدفئة، في حين يعاني سكان مدينة حلب من الأزمة ذاتها يضاف إليها أزمة المواصلات بسبب انعدام مادة المازوت، وسط غياب أي دور لحكومة النظام وعجزها عن إيجاد الحلول اللازمة لتلك الأزمات التي تزيد من معاناة المواطن السوري بشكل يومي.