بدأت روسيا تكثيف تحركاتها لتنفيذ الاتفاقيات المبرمة مع تركيا بخصوص منطقة إدلب شمال غربي سوريا.
وفي هذا الصدد أعلنت وزارة الخارجية التركية، أن وفدا روسيا سيزور أنقرة يومي 15 و16 أيلول الجري، أي اليوم الثلاثاء وغدا الأربعاء.
ولم تذكر الخارجية أي تفاصيل موسعة تتعلق بزيارة الوفد الروسي، بل اكتفت بنشر بيان مقتضب جدا جاء فيه “ستستمر المشاورات بين تركيا وروسيا بشأن سوريا وليبيا، في الفترة من 15 إلى 16 أيلول الجاري، في العاصمة أنقرة”.
وتأتي زيارة الوفد الروسي بعد أيام من زيارة أجراها وفد روسي برئاسة وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” إلى العاصمة دمشق.
وكان “لافروف” صرّح من دمشق في 9 أيلول الجاري، أن “روسيا تتعاون مع تركيا في الميدان، وأن منطقة إدلب هي من أهم مجالات التعاون بين الطرفين، وأنه تم التوصل إلى اتفاقيات ملموسة يتم تنفيذها بشكل متتابع ومن أهمها الفصل بين المعارضة المعتدلة وبين المتطرفين، وتأمين طريق الـ M4”.
ومطلع الشهر الجاري، أعلنت روسيا أنه ما يزال هناك الكثير من العمل في منطقة إدلب شمال غربي سوريا، وأن العمل مع تركيا هناك في تقدم مستمر، وأن ما يهم روسيا هو “عدم وجود أحداث دموية”.
وأضاف “لافروف” أن الدوريات المشتركة مع تركيا مستمرة على طريق الـ، وأن لنتائج ليست سيئة إن لم تكن 100%، لكن الأعمال متواصلة وتتقدم”.
وتعليقا على ذلك قال الباحث في الشأن التركي والعلاقات الدولية “طه عودة أوغلو” لـSY24، إنه “من دون شك تكتسب زيارة الوفد الروسي إلى أنقرة أهمية بالغة، خاصة بعد محاولات النظام المتكررة في الأشهر الأخيرة بقضم مساحات كبيرة من الأراضي في إدلب وضواحيها”.
وأضاف أنه “من المتوقع أن تطلب أنقرة من الوفد الروسي الزائر ضرورة المحافظة على الاتفاق التركي الروسي الأخير (5 مارس 2020) والضغط على نظام الأسد وأعوانه من المليشيات الإيرانية بوقف العدوان على الأهالي والحيلولة دون وقوع كارثة إنسانية في إدلب”.
وأشار إلى أن “أنقرة أكدت مرارا بأنها ما زالت على وعدها بإعادة النازحين إلى مدنهم وقراهم، لذا فهي ستحاول خلال هذه الاجتماعات الحصول على ضمانات للمحافظة على سلامة الأهالي في إدلب”.
وفي 31 آب الماضي، توجه نائب وزير الخارجية سادات أونال على رأس وفد تركي إلى العاصمة الروسية موسكو، لبحث ملفات عدة ومن أبرزها ملف القضية السورية.
وذكرت مصادر إعلام تركية رسمية، أن أن الوفد التركي بحث مع الجانب الروسي الوضع الميداني في إدلب والدوريات المشتركة، كما تم الاتفاق على مواصلة الجهود المشتركة بموجب الاتفاق الموقع في 5 آذار الماضي، إضافة لتقييم نتائج الجولة الثالثة لأعمال اللجنة الدستورية السورية، التي عقدت في جنيف مؤخرا، وتم التأكيد أيضا على ضرورة الحفاظ على الزخم الحاصل في المسار السياسي، والمضي قدما فيما يخص الجهود المتعلقة بمسار أستانا.
وتتزامن التحركات السياسية مع تطورات ميدانية على الأرض، من حيث خروقات النظام المتكررة ومن حيث استهداف الدوريات التركية الروسية المشتركة على الطريق الدولي “حلب اللاذقية”.