كشفت صحيفة “إزفيستيا” الروسية عن محاولات يقوم بها رأس النظام السوري “بشار الأسد” للتقرب من أوروبا والخليج العربي، مشيرة إلى أنه “حتى الآن لم ينجح بذلك”.
وذكرت الصحيفة الروسية في تقرير لها، أن “التسوية السياسية والانتعاش الاقتصادي الكامل لسوريا التي دمرتها الحرب الدائرة منذ سنوات، هو على رأس أولويات موسكو، وهذا ما صرّح به وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف من العاصمة دمشق مؤخرا”.
ونقلت الصحيفة الروسية عن المدير العام لمجلس الشؤون الدولية الروسي ” أندريه كورتونوف” قوله إن “السوريين يأملون في أن تتبنى روسيا سوريا، ولكن موسكو في تقليل أعباء هذه العملية، فمن الناحية المثالية هناك رغبة في جعل هذه العلاقات مع سوريا تمول ذاتها، إنما مواقف موسكو ودمشق متباعدة هنا، وسيكون من الصعب التوفيق بينها، لأن توقعات الدولتين مختلفة”.
وأضاف المسؤول الروسي أنه “سيكون من السابق لأوانه القول إن روسيا سوف تنسحب بالكامل من سوريا، فموسكو ودمشق، اتفقتا على عقد إيجار طويل الأمد لقواعد عسكرية في سوريا ووجود بنى تحتية عسكرية روسية على أراضي سوريا”.
وأشار إلى أن “التاريخ يظهر أن روسيا تفوز أحيانًا بالحرب، لكنها تخسر السلم، وهذا يعني أن روسيا تساعد على الانتصار، ولكن عندما يتعلق الأمر بتطوير الاقتصاد، يأتي شركاء آخرون ويفوزون بالبلاد”.
وفي هذا السياق كشف المسؤول الروسي عن أن ” بشار الأسد، يحاول مغازلة كل من الاتحاد الأوروبي ودول الخليج، ولكن حتى الآن لا يحقق هذا نجاحا كبيرا”.
وتابع أنه “من المهم للغاية بالنسبة لنا أن لا نلعب هنا لعبتنا الخاصة فقط، إنما لعبة جماعية، أي الاتفاق مع دول أوروبا ودول الخليج على مشاريع مشتركة في سوريا، حول تنسيق مداخلنا لإعادة بناء الاقتصاد السوري”.
وتعليقا على ذلك قال الخبير بالشأن الروسي “عبد الفتاح أبو طاحون” لـSY24، إن “هذه التحركات التي يحاول الأسد القيام بها تعكس حالة عدم الثقة التي باتت تسيطر على النظام في كل من حوله من حلفائه وما سماهم القوات الرديفة والصديقة”.
وأضاف أن “عدم الثقة جاءت يوم تركت روسيا النظام وحيدا في معركة إدلب ما بين شباط وآذار الماضيين ، حيث كبدته القوات التركية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد”.
وتابع أن “ثقة النظام في إيران باتت مهزوزة لعجز إيران الاقتصادي وانهيار عملتها وما إليه من تعرضها لقصف علني من قبل إسرائيل في وضح النهار وقصف آخر مجهول الهوية بات يبث الرعب في الأجواء، وإيران مازالت عاجزة عن تفسير هذه الظاهرة، فكل كل هذا يضع النظام في حالة البحث عن خيارات أخرى تخرجه من حالة التخبط وعدم الثقة التي تحيط به وتتملكه”.
وأوائل شهر أيلول الجاري، وصل وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” على رأس وفد روسي رفيع المستوى يضم مسؤولين اقتصاديين وعسكريين وسياسيين، إلى العاصمة دمشق، في زيارة وصفها كثير من المراقبين بأنها “مفصلية” خاصة وأنها تأتي بعد طول غياب كون آخر زيارة لـ “لافروف” إلى سوريا كانت في العام 2012.