جدد الرئيس اللبناني “ميشال عون” دعوته لعودة السوريين إلى بلادهم، مؤكدا أنه ما يزال ينتظر من الدول المعنية أن تتجاوب معه في هذه الدعوات، متجاهلا العالقين على الحدود السورية اللبنانية والذين يمنعهم النظام السوري من الدخول إلا بعد دفع مبلغ الـ 100 دولار.
كلام “عون” جاء خلال الاجتماع الذي عقده قبل أيام مع ” فيليب لازاريني” المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان (أونروا).
وادعى “عون” أن بلاده تنتظر تجاوب الدول المعنية مع ما أسماه تسهيل عودة النازحين السوريين إلى بلادهم، وكذلك الفلسطينيين الذين أتوا من سوريا إلى لبنان.
وحمّل الرئيس اللبناني مسؤولية ما تمر به لبنان من أوضاع اقتصادية متردية للنازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين وقال إن “لبنان عانت كثيراً من تداعيات النزوح السوري واللجوء الفلسطيني على نحو يتطلب وضع حد لهذه المعاناة، خاصة في ظل المصاعب الاقتصادية والمالية التي يواجهها لبنان ومضاعفات انتشار وباء كورونا وانفجار ميناء بيروت البحري”.
وتتزامن دعوات الرئيس اللبناني مع مئات العالقين على الحدود السورية اللبنانية، والذين يفرض عليهم النظام دفع مبلغ 100 دولار من أجل السماح لهم بالدخول.
وفي 10 تموز الماضي، أصدر النظام السوري قرارا ألزم بموجبه السوريين ، بتصريف مبلغ وقدره 100 دولار أمريكي أو ما يعادلها بإحدى العملات الأجنبية التي يقبل بها المصرف المركزي حصراً إلى الليرة السورية، وفقاَ لنشرة أسعار صرف الجمارك والطيران، وذلك عند دخولهم إلى سوريا، الأمر الذي رأى فيه محللون أنه يندرج في إطار فرض الإتاوات على المواطنين.
وقال “فايز أبو عيد” مسؤول الإعلام في “مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا” لـ SY24، إن “اللاجئين السوريين والفلسطينيين السوريين في لبنان، يعانون من ظروف معيشية غاية في الصعوبة، بسبب تدهور الليرة أمام الدولار، وغلاء الأسعار وعدم توفر مورد مالي يقتاتون منه، وانتشار البطالة بين صفوفهم، إضافة إلى شح المساعدات الإغاثية المقدمة لهم من المؤسسات والجمعيات الخيرية”.
وأشار إلى أن ” عدد الفلسطينيين السوريين في لبنان حوالي 27 الف لاجئ معظمهم من أهالي مخيم اليرموك”.
يشار إلى أنه في 9 أيلول الجاري، وثقت “الشبكة السورية لحقوق الإنسان”، 62 حالة اعتقال واختفاء قسري للسوريين العائدين من لبنان، على يد قوات النظام السوري، وذلك منذ مطلع العام الحالي.
وذكرت الشبكة الحقوقية في تقرير وصلت لمنصة SY24 نسخة منه، أن “النظام السوري يمنع مئات المواطنين السوريين من العودة من لبنان إلى وطنهم، مشيرة إلى تسجيل 62 حالة اعتقال/ اختفاء قسري من العائدين من لبنان منذ بداية 2020”.
ويعيش في لبنان ما يقارب من مليون لاجئ سوري حسب إحصائيات غير رسمية، بينما تقول السلطات اللبنانية أن عددهم يصل إلى 1.5 مليون لاجئ سوري.
