يعاني سكان الغوطة الشرقية في ريف محافظة دمشق، من الازدحام الشديد أمام الأفران، نتيجة النقص الحاد في مادة الخبز، بعد اعتماد بيع المادة عن طريق “البطاقة الذكية” التي تعود أرباحها لـ “أسماء الأخرس” زوجة رأس النظام “بشار الأسد” وفقا لمصادر موالية.
وقال مراسلنا في الغوطة الشرقية، إن “نقص الخبز وندرته في جميع بلدات ومدن المنطقة، حدث بسبب تخفيض حكومة النظام مخصصات الأفران من الطحين بشكل جماعي، إضافة إلى استغلال بعض أصحاب الأفران للأزمة، وبيعهم الطحين بأسعار مرتفعة في السوق السوداء”.
وأكد أن “مدينة دوما تعتبر حاليا من أكثر المناطق التي تعاني من فقدان الخبز، بسبب الكثافة السكانية فيها، حيث يشهد الفرن المتنقل في حي المساكن ازدحاما كبيرا، كونه الفرن الوحيد في المدينة الذي يبيع الخبز بدون بطاقة ذكية”، مشيرا إلى سعر “ربطة الخبز الواحدة تجاوز الـ 1200 ليرة، بالرغم من سوء جودته، إلا أن السكان مضطرين لاستخدامه بسبب فقدان الخبز العادي”.
وفِي مدينة “عربين”، يلجأ السكان لشراء “الخبز العادي” من السوق الحرة، وبلغ سعر الربطة الواحدة 350 ليرة، بينما سعرها في الأفران 100 ليرة، إلا أن أصحاب الأفران يبيعون قسما كبيرا من إنتاجهم للتجار.
أما في بلدة “كفربطنا”، فيقوم أصحاب الأفران ببيع الخبز لضباط النظام من أجل بيعها في السوق السوداء عن طريق التجار للناس بأسعار مضاعفة، الأمر الذي تسبب بزيادة الأزمة على الأفران، وهذا الأمر يحدث في معظم مناطق الغوطة الشرقية، ما اضطر الأهالي للوقوف لساعات طويلة من أجل الحصول على ربطة خبز واحدة عن طريق البطاقة الذكية.
وذكر مراسلنا أن “معظم سكان الغوطة باتوا يعتمدون على صناعة الخبز في منازلهم يدويا، في حال عدم قدرتهم على تأمينه من الأفران، أو لتجنبهم الوقوف ساعات طويلة في طوابير الانتظار”.
وتمكنت منصة SY24 من التواصل مع الحاج “أحمد أبو جاسم” وهو أحد سكان في مدينة “دوما”، حيث قال: قمت بتصنيع صنع صاج من الحديد في حديقة منزلي، وأصبحت اشتري الطحين من السوق، وأقوم بعجنه وخبزه أنا وزوجتي لتأمين الخبز للأطفال”.
وقبل أيام، وافقت حكومة النظام السوري على بيع مادة الخبز للمواطنين عن طريق البطاقة الذكية التي اعتمدت في آب عام 2018، وتنفذها شركة “تكامل” لتوزيع المحروقات والغاز التي تملكها “أسماء الأخرس”، الأمر الذي زاد من معاناة السكان بشكل كبير، كوّن البطاقة الذكية ليست إلا أسلوبا لاحتكار المواد الغذائية والمحروقات في سوريا، بحسب إعلامية موالية تنحدر من مدينة “القرداحة” في اللاذقية.
وتتصدر الطوابير البشرية في مناطق سيطرة النظام على أبواب الأفران وعلى أبواب محطات الوقود للحصول على مادة البنزين واجهة الأحداث في سوريا، في مشهد يدل على حجم الواقع الاقتصادي المتردي وحجم المأساة التي يعانيها منها السكان في مناطق سيطرة النظام.