أعربت المخرجة السورية “وعد الخطيب”، والتي اختارتها مجلة “تايم” الأمريكية ضمن قائمتها السنوية للشخصيات المئة الأكثر تأثيراً في العالم، عن فخرها الكبير بهذا التكريم، مؤكدة أن هذا الأمر مهم جدا لإيصال أصوات السوريين إلى أماكن بعيدة جدا بما يخدم سوريا والثورة السورية.
كلام “الخطيب” جاء في لقاء خاص مع منصة SY24، وذلك تعليقا على اختيارها من قبل المجلة الأمريكية إلى جانب شخصيات كبيرة ومؤثرة في العالم ومن بينهم الشخصية السورية التي تحمل اسم “قيصر”، وهو الضابط السوري الذي نجح في تسريب آلاف الصور لمعتقلين قضوا تحت التعذيب في سجون النظام.
وقالت “الخطيب”، إن “هذه خطوة قوية وجيدة جدا، وأعتقد أن ما جعلني سعيدة بهذا التصنيف هو أنه جعلني أشعر بقدرتي على إيصال صوتي وصوت الثورة السورية وصوت سوريا لأماكن بعيدة جدا وغريبة وفيها جمهور كبير جدا، إلى جانب أشخاص مهمين جدا قدموا أشياء مهمة جدا”.
وأضافت أن “التصنيف ورغم الفخر الكبير الذي أشعر به، إلا أنه يعتبر مسؤولية وخطوة جديدة يجب علي التفكير بها بشكل مدروس وجيد، وأن أستفيد من هذه الأضواء قدر الإمكان لتسليط الضوء على سوريا والمجازر التي ما تزال مستمرة حتى يومنا هذا، ومن هنا فإن هذا الأمر يعتبر مسؤولية بقدر ما هو شيء جيد وفخر بالنسبة لي”.
وفي رد على سؤال حول الرسالة التي أوصلتها “وعد” حول العالم حتى تم اختيارها في هذه القائمة؟، أجابت أن “الرسالة التي أردت إيصالها تحمل العديد من النقاط الهامة، لكن النقطة الأبرز والأهم والتي شاهدها الناس هي رسالة الحياة ورسالة أننا شعب طالب بالحرية والكرامة ونحن نستحق الحياة وحقوقنا التي نسعى من أجلها”.
وتابعت أن “فيلم (إلى سما) حمل هذه الرسالة، وتكلم عن قصف المشافي بشكل مستهدف من قبل النظام وروسيا، وتكلم أيضا عن حياة الناس المدنيين الذين يعيشون بأقسى الظروف من الجوع إلى انعدام الأمان إلى العيش تحت مختلف أنواع القصف والدمار والحصار والتهجير”.
وأشارت إلى أن “هذه الرسائل فيها كثير من مشاعر الإنسانية والصدق، والمشاعر التي من الممكن أن يعيشها الإنسان بلحظات سيئة جدا من خوف وموت، ولكن مع كل هذا كنا نحاول أن نبقى مبتسمين طول الوقت ونحاول أن نجد الأمل ضمن هذه اللحظات الصعبة جدا، وأعتقد أن هناك رسالة وراء كل ما حصل وهي قدرتنا على الإيمان بقضيتنا، والإيمان بكرامتنا والإيمان بأنه مهما خسرنا في كل هذه المراحل فإننا سوف نصل إلى اليوم الذي سنرى فيه سوريا حرة وسنجد بلدنا كما كنا نحلم به عام 2011”.
وطرحنا على المخرجة السورية “وعد الخطيب” سؤالا حول أهمية هذا التصنيف واختيارها من بين الشخصيات المؤثرة في دعم القضية السورية؟، فأجابت: “أنا (وعد) بنت الثورة السورية وبنت سوريا، وكل ما فعلته من الثورة وللثورة السورية”.
وأضافت “بالنسبة لي هذا الأمر يجعلني بالفخر لأن صوتنا كسوريين وقفوا ضد النظام بدأ يصل إلى أماكن كبيرة جدا، وأصبح بمقدورنا أن نتكلم عن كل شيء حصل معنا”.
وتابعت قائلة: “أنا أعلم جيدا أن هذا الشيء ليس كافي وما نريده هو التغيير، والناس التي بقيت في سوريا اليوم أو في المخيمات أو تعيش ضمن ظروف صعبة جدا، تريد هي أيضا أن تنتهي هذه المآسي بالنسبة لهم وأن يعيشوا بحياة كريمة وحياة طبيعية قدر الإمكان، ولكن بنفس الوقت هذا الشيء الوحيد الذي نستطيع القيام به كأفراد، وأتمنى أن تكون كل هذه الأشياء الصغيرة التي نعمل عليها وننجزها أن يكون لها دور في الضغط حتى يكون هناك تغيير حقيقي في سوريا”.
وفيما يتعلق باختيار الشخصية السورية التي تحمل اسم “قيصر” أوضحت “الخطيب” أنه “فخر كبير جدا بالنسبة لي أن يكون اسمي بالقرب من اسم (قيصر)، وبالتأكيد ما فعله (قيصر) شيء جبار جدا وشيء قوي جدا، والتوثيق والدليل الذي يحمله معه والصور المسربة هي شيء كافٍ حتى يتحرك المجتمع الدولي لمحاسبة النظام على الإجرام الذي ارتكبه، وأتمنى أن يكون كل ما يقوم به السوريون وفي كل المجالات هو شيء متكامل سوف يصل بنا يوما ما حتى نرى كيف سيسقط النظام، ونرى أي أحد آخر ارتكب جرائم بسوريا، سواء النظام أو حتى أطراف أخرى تتم محاسبتهم على هذا الشيء”.
وعن الرسالة التي تريد “الخطيب” توجيهها للعالم أجمع عقب حصولها على هذا التكريم، قالت: “رسالتي هي الأمل، ورسالتي أن نحاول أن نتمسك ببعضنا البعض، وأن نتمسك بإيماننا بأن الثورة السورية مهما طالت الأيام ومهما كانت الظروف سيئة لكن في النهاية نحن نؤمن أن ما نقوم به هو الشيء الصحيح، وأنه لا يوجد شيء سيدوم للأبد”.
وفي ختام اللقاء سألنا المخرجة “وعد الخطيب” عن مشاريعها القادمة، فأجابت: “أعمل على مشاريع جديدة، وأي مشروع أعمل عليه سيكون له علاقة بسوريا وعن سوريا بشكل أو بآخر وهو قرار شخصي اتخذته، وأتمنى أن أروي قصص أكثر من سوريا، وأن أساعد أشخاص آخرين ليرووا قصصهم، وأن نبقى نحاول أن نحفظ الثورة السورية والقصص التي حصلت خلالها”.
وأمس الأربعاء، اختارت مجلة “التايم” الأميركية، المخرجة السورية “وعد الخطيب”، والمصور السوري المعروف باسم “قيصر”، ضمن قائمتها السنوية للشخصيات المئة الأكثر تأثيراً في العالم.
وأدرجت المجلة الأمريكية أطباء وممرضين وعلماء كان لهم دور كبير في التصدي لانتشار فيروس “كورونا”، إضافة لشخصيات أقل شهرة، قالت عنهها بأنها اغتنمت الفرصة لتنقذ أرواحاً، أو تؤسس حركة، أو ترفع الآمال، أو تصلح العالم.
يشار إلى أن مجلة “التايم” تنشر سنوياً قائمة تتضمن 100 شخص هم الأكثر نفوذاً وتأثيراً في العالم، وتعتبر شخصيات القائمة مختلفة وتجمع فئات كبيرة، وتضم أربع فئات وهي، القادة، والفنانين، والمفكرين، والأبطال.