أكد تقرير صادر عن “معهد دراسات الشرق الأوسط”، أن النظام السوري ألحق أضرارا كبيرة بالآثار التاريخية في سوريا، مشيرا إلى أن رأس النظام “بشار الأسد”، يستخدم التراث الثقافي كأداة ترويجية له، وأنه يدعي المحافظة على التراث السوري من خلال نشر قواته في مواقع أثرية.
وجاء في التقرير حسب ما رصدت SY24، أنه مع مع اقتراب الانتخابات الرئاسية المقرر إجراؤها خلال النصف الأول من عام 2021، يستخدم “الأسد” التراث الثقافي كأداة ترويجية، ليجسّد نفسه كخيار وحيد بديله الفوضى.
وأشار التقرير إلى أن النظام يتحمل المسؤولية الأكبر في إلحاق الضرر بالآثار التاريخية، وأن ماكيناته الإعلامية تروج له من خلال نشر تقارير عن تواجد الجيش في مواقع وأماكن تراثية لحمايتها، إضافة لنشر تلك الماكينات نشرها صوراً لرحلات منظمة إلى مدينة تدمر الأثرية تحت شعار “المحافظة على التراث السوري”.
ولفت التقرير إلى أن عمليات إعادة لإعمار الفعلية في مناطق النظام، نادراً ما يكون النظام السوري أو حلفاؤه الروس أو الإيرانيون هم من يقف خلفها، وأن من أبرز ممولي إعادة بناء أسواق حلب هي “شبكة الآغا خان” للتنمية، وهي مؤسسة غير سياسية تهتم حقاً بالتراث.
وبيّن التقرير أن ترميم الفنادق في حلب، مثل قصر المنصورية وبيت الصالحية، فتم عن طريق مغتربين سوريين أثرياء، بينما قام الأفراد الذين لديهم أموال كافية بترميم منازلهم التي دمرتها الحرب دون دعم حكومي.
وتحدث التقرير عن الانتهاكات التي ارتكبها تنظيم “داعش” وقوات النظام السوري بحق الآثار في مدينة تدمر شرقي حمص، وفي مناطق أخرى.
وجاء في التقرير أن تنظيم “داعش” وبعد استيلائه على تدمر في 2015، قام بتركيب قاذفة صواريخ متعددة في معسكر “دقلديانوس”، وقادوا دبابات ثقيلة ومركبات عسكرية عبر الموقع الأثري، وقصفوا “معبد بل”، ما أدى إلى انهيار عدة أعمدة.
وأضاف التقرير أن تفجيرات داعش للمعالم الرئيسية خلال صيف عام 2015، أدت إلى محو كل الأدلة حول التعديات التي ارتكبها جنود النظام.
وأشار التقرير إلى أن طيران النظام الحربي ارتكب انتهاكات في قلعة الحصن بريف حمص الغربي، حيث ألقى قنابل داخلها، ثم عاد النظام بتوجيه اللوم إلى “الإرهابيين”، مقدماً نفسه على أنه من أصلح المشكلات، وليس السبب فيها.
ولفت التقرير إلى أن النظام ادعى أن الأضرار التي لحقت بالجامع الأموي في حلب على أنها من عمل “الإرهابيين” على الرغم من تسجيل لقطات فيديو سابقة لجنود من “الجيش السوري الحر” آنذاك يساعدون المتطوعين في تفكيك ونقل الأشياء الثمينة مثل المنبر الخشبي الذي يعود إلى القرن الثالث عشر إلى بر الأمان.
وختم التقرير بالإشارة إلى افتتاح متحف المدينة في إدلب عام 2018 بعد خمس سنوات من الإغلاق، مع استمرار العمل الممول من الخارج لتوثيق وتسجيل الألواح المسمارية من موقع إيبلا من العصر البرونزي، مضيفاً أنّه لطالما اعترفت “اليونسكو” بالمساهمة القيمة للعديد من مجموعات المتطوعين هذه.