انفجر لغم أرضي، أمس الاثنين، في سيارة عسكرية تابعة لـ “قوات سوريا الديمقراطية” التي تمولها الولايات المتحدة الأمريكية في محافظة دير الزور، شرقي سوريا.
وقال مراسلنا إن “اللغم انفجر في سيارة تابعة لقسد بالقرب من جسر الميادين في ريف دير الزور، وأدى ذلك إلى إصابة أحد عناصر الدورية بجروح”.
وعلمت منصة SY24 عبر مصادر محلية، أن “الشخص الذي زرع اللغم تم القبض عليه، ووفقا للتحقيقات الأولية فإنه يعمل لصالح الميليشيات التابعة للحرس الثوري الإيراني”.
وفِي 23 أيلول الجاري، انفجرت عبوة في سيارة عسكرية تابعة لـ “قوات سوريا الديمقراطية” بالقرب من حقل العمر النفطي في ريف دير الزور الشرقي، وتسبب الانفجار بإصابة المقاتلين الذين كانوا داخل السيارة.
كما تعرضت القاعدة العسكرية التابعة للتحالف الدولي في حقل كونيكو للغاز بريف دير الزور، للاستهداف بثلاثة صواريخ كاتيوشا صغيرة الحجم، دون أن تتسبب بخسائر مادية أو بشرية، في 19 آب الماضي.
وتعليقا على استهداف القاعدة العسكرية، قال الأكاديمي الدكتور “أحمد خليل الحمادي” لمنصة SY24، إن “المنطقة الشرقية تعتبر أكثر المناطق حيوية في سورية لغناها بالثروة النفطية والمياه والإنتاج الزراعي ومساحتها الشاسعة، ما جعلها منطقة استقطاب للقوى المتصارعة على وفي الأرض السورية بعد اندلاع الثورة السورية ، حيث من يسيطر عليها يتحكم بجزء كبير من الثروات الباطنية والموارد الاقتصادية ، لذا وضعت أمريكا يدها مؤخرا على العديد من مصادرها ولكن بالمقابل هناك أطماع لعدة قوى منها إيران وميليشياتها، وروسيا، وقوات النظام، وقسد وغيرها، وأيضا توجد القوى الثورية المتطلعة لتحرير سورية والخلاص من النظام القاتل المجرم وإقامة الدولة المدنية دولة الوطن والمواطن”.
و أضاف أن “استهداف القاعدة العسكرية الأمريكية في حقل كونيكو، اعتبر رسالة موجهة من إحدى هذه القوى للولايات المتحدة الأمريكية مفادها : بأنك لست وحدك المتحكمة في المنطقة و سيتم استهداف مصالحك و قواعدك و قواك حتى ترضخي لما نريد، وطبعا الـ (ما نريد ) بحسب مصلحة موجه الرسالة الذي لا نستطيع تحديد هويته حاليا، فهو لم يتبنى القصف و لم يعلن عن نفسه و لا عما يريد، و لكنني أرجح إحدى قوتين هما من فعلت ذلك ، إيران من خلال ميليشياتها، أو روسيا من خلال أدواتها في المنطقة، وطبعا نستثني قسد فلا مصلحة لها بذلك بل تعتبر أمريكا من داعميها الأساسيين، و بالنسبة للقوى الثورية فمعركتها الحالية مع النظام و داعميه ولا مصلحة لها بخوض الصراع مع أمريكا و قواها على الأرض “.
وتابع أنه “بالنسبة لداعش، فكانت أمريكا و قوات التحالف أعلنت رسميا القضاء عليها في سورية، وما حدث ليس من أسلوب تعاملها العسكري “.
وأضاف “إذا تأتي الحادثة في إطار صراع القوى على سورية، وأرجح بأن تكون إيران أو روسيا هما من تقفان وراء ما حدث من خلال أذرعها وبالطبع ميليشيات النظام أحد هذه الأذرع “.
يذكّر أن المنطقة الشرقية تخضع لسيطرة “قوات سوريا الديمقراطية” والميليشيات الإيرانية، إذ تتواجد قوات التحالف الدولي في مناطق سيطرة الأولى، بينما تتواجد قوات النظام وروسيا في مناطق الثانية، وتستغل الأخيرة أي توتر يحدث في المنطقة للعمل على زعزعة الأمن والاستقرار، من أجل تحقيق بعض المكاسب.